تشابه معارض وتقارب فترات انعقادها أديا إلى تدني الإيرادات وقلـة العارضـين والـــــــــزوار

صناعة المعارض المحلية تبحـث عن مظلة توحد القطاع

شركات منظمة دعت إلى ابتكار أفكار لمعارض جديدة مع ضرورة التركيز على إقامة المعارض المتخصصة تصوير: دينيس مالاري

استفادت الإمارات من موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة على صعيد شبكة الطرق والموانئ والمطارات، في ترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً وعالمياً في قطاع المعارض خلال الأعوام الـ10 الماضية، واستطاعت من خلالها الاستحواذ على حصة تبلغ 50٪ من حجم صناعة المعارض في منطقة الشرق الأوسط، أخيراً، بحسب بيانات لمؤسسة «إيبوك ميسي فرانكفورت» العالمية المتخصصة في تنظيم المعارض.

معارض متشابهة

تضم قائمة المعارض السنوية، في كل من مركز دبي التجاري العالمي، ومركز «إكسبو الشارقة»، ومركز أبوظبي للمعارض، فعاليات ذات أنشطة متشابهة، أبرزها:

ـ معرض المنتجات الصينية في دبي، يقابله معرض المنتجات الصينية في الشارقة، ويقابلهما معرض المنتجات الصينية في أبوظبي.

ـ معرض المنتجات الهندية في دبي، يقابله معرض «استكشف الهند» للمنتجات الهندية في الشارقة.

- أسبوع دبي الدولي للمجوهرات، يقابله معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات في الشارقة، ويقابلهما المعرض الدولي للمجوهرات والساعات في أبوظبي.

ـ معرضا «الخريف التجاري الدولي» و«الهدايا» في دبي، يقابلهما في الشارقة معرض «براندكس» للمنتجات الاستهلاكية ذات العلامات الشهيرة، ويقابلها جميعاً معرض الربيع الاستهلاكي في أبوظبي.

ـ المعرض التجاري الدولي لصناعة البلاستيك والمطاط في دبي، يقابله معرض «بلاستفيجين أربيا» للصناعات البلاستيكية في الشارقة.

ـ معرض العروس في دبي، يقابله في الشارقة معرض «الزفاف المميز» لخدمات ومنتجات الأعراس، وفي أبوظبي معرض العروس.

ـ معرض دبي الدولي للسيارات، يقابله المعرض العالمي للسيارات في الشارقة، ويقابلهما معرض أبوظبي للسيارات.

ـ معرض «الأغذية الحلال» ينظم سنوياً في أبوظبي ودبي في وقت متقارب.

ـ تتشابه معارض التوظيف في أبوظبي، إذ يتم تنظيم «معرض أبوظبي للتوظيف 2011»، و«معرض التوظيف الإلكتروني»، و«معرض نجاح للتوظيف».


«أدنيك» يستضيف 200 معرض في 2011

استضاف مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» خلال العام الماضي نحو 200 معرض ومؤتمر مقارنة بـ148 حدثاً وفعالية في العام الماضي، بزيادة نسبتها 35٪، ومن أبرز هذه الفعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، ومعرض ومؤتمر الدفاع الدولي «آيدكس»،أ والمعرض الدولي للصيد والفروسية، ومعرض التوظيف، ومعرض عروس أبوظبي، ومعرض سياحة الحوافز والمؤتمرات، ومعرض الكتاب، وسيتي سكيب أبوظبي، ومعرض الساعات والمجوهرات، ومعرض الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط، والمعرض الصناعي في الشرق الأوسط وغيرها.

وأصبحت أبوظبي محوراً عالمياً للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وتلعب سياحة المعارض والمؤتمرات في أبوظبي دوراً أساسياً في تطوير الأنشطة ذات الصلة بتطوير قطاع السياحة في إمارة أبوظبي وتحفيز الشراكات الاستراتيجية، التي تصب في تنمية اقتصاد إمارة أبوظبي خصوصاً والإمارات عموماً. واكتسب قطاع سياحة الحوافز والمعارض خلال السنوات القليلة الماضية أهمية بالغة، في ظل التوجهات الحالية لتنويع مصادر الدخل في الإمارة، ويعد استهداف الاجتماعات وفعاليات الحوافز والمؤتمرات والمعارض من مختلف أنحاء العالم، مجال تركيز رئيس بالنسبة لأبوظبي حالياً.


«إكسبو الشارقة»

يشهد مركز إكسبو الشارقة سنوياً انعقاد مجموعة متميزة من المعارض والفعاليات، منها: «ستيل فاب» المتخصص في الأعمال المعدنية وتصنيع المعادن وصناعة الفولاذ والصلب، والمعرض الوطني للتوظيف الذي يسعى إلى تحقيق أهداف التوطين وتوفير الوظائف المناسبة للمواطنين، ومعرض «الساعات والمجوهرات»، الذي يشهد مشاركة عدد كبير من العارضين من رواد صناعة وتجارة المجوهرات والذهب والألماس واللؤلؤ والأحجار الكريمة والساعات، إضافة إلى معرض «الشارقة الدولي للكتاب» الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة منذ يناير ،1982 ويهدف المعرض إلى توفير الكتاب للجميع بقصد بناء مجتمع قارئ.

وفي الغالب يترافق النمو السريع في أي قطاع مع ظهور عدد من التحديات، وفي هذا السياق يعد التشابه بين أنشطة المعارض في مختلف إمارات الدولة، وأحياناً في الإمارة الواحدة، وما يترتب على ذلك من تراجع كبير في الإيرادات، وغياب جهة عُليا منظمة للقطاع، تعمل مظلة موحدة للصناعة وتسهم في دعم تطلعاته في مواصلة مسيرة النمو، هو من أبرز التحديات التي تكتنف قطاع المعارض.

وأوضح مسؤولو شركات عاملة في القطاع أن هذا الوضع أدى إلى صغر حجم معارض عدة، كما أدى إلى تقليل عدد الشركات العارضة فيها، فضلاً عن قلة الزوار، وبالتالي المبيعات المرجوة منها، مطالبين بهيئة اتحادية عليا لتنظيم صناعة المعارض، تتولى التنسيق بين شركات القطاع لضمان تجنب تكرار المعارض وتشابهها، وابتكار الآليات الهادفة إلى دعم الصناعة.

تكرار المعارض

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي في «إيبوك ميسي فرانكفورت»، الشركة المتخصصة في تنظيم المعارض، أحمد باولس، إن «قطاع المعارض في الدولة حقق نجاحاً على مستوى منطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة الماضية، عكس وضعه سوقاً مناسبة للشركات العالمية، وفي ظل حفاظ اقتصادات المنطقة على معدلات نموها الثابتة، لاتزال الإمارات ودول الخليج من وجهات الأعمال المفضلة الجاذبة للعارضين».

وأضاف أنه «على الرغم من أن أغلب الأحداث التجارية التي نظمتها الشركة في المنطقة حققت نمواً كبيراً في مساحة وأعداد المشاركين والعارضين في الموسم الماضي، إذ شارك في ثمانية معارض نظمتها الشركة ما يزيد على 3400 عارض من حول العالم، فيما تجاوز عدد زوار هذه الأحداث 75 ألف زائر تجاري، إلا أن فكرة نسخ المعارض الناجحة بين مناطق مختلفة في الدولة من الأمور غير المفيدة للقطاع وللشركات العاملة فيه في آن معاً».

ودعا إلى إنشاء هيئة اتحادية خاصة بقطاع المعارض والمؤتمرات في الدولة تنظم مواعيد انطلاق المعارض في السوق المحلية، وتتيح مزيداً من التعاون والتكامل بين مراكز العرض كافة، وتقدم الدعم والتوجيه إلى المعارض نحو الأسواق والمستهلكين الحقيقيين بما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.

واعتبر باولس أن «وجود الهيئة سيعزز من التواصل بين مجتمع الأعمال المحلي على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتصبح أداة مهمة لتسريع وتيرة تنفيذ المشروعات الاستثمارية داخل الإمارات من قبل المستثمرين الأجانب، إلى جانب استثمارات الإمارات الخارجية، إضافة إلى الإسهام في تعزيز العلاقات التجارية بين الدول، ورفع نسبة السلع التصديرية لتلك الدول عبر قطاع المعارض».

وذكر أن «الشركة تنظم عدداً من المعارض المهمة في دبي، أبرزها: الأمن والسلامة (إنترسك الشرق الأوسط)، التجاري اللوجستي (ماتريالز هاندلينغ الشرق الأوسط)، المعدات والأدوات والآلات المعدنية في الشرق الأوسط، الحدائق والتزيين الخارجي في الشرق الأوسط، بجانب قطع غيار السيارات والإكسسوارات (أوتوميكانيكا الشرق الأوسط)، إضافة إلى معرضي (بايبر وورلد) الشرق الأوسط، وعالم الألعاب (بلاي وورلد الشرق الأوسط) الذي عقدا للمرة الأولى في الشرق الأوسط».

انعكاس سلبي

من جهته، قال المدير العام لشركة الفجر للمعلومات والخدمات، المتخصصة في تنظيم المعارض، ساتيش كانا، إن «انعقاد معارض ذات أنشطة متشابهة في أوقات متقاربة في السوق المحلية ينعكس سلباً على قطاع المعارض، خصوصاً على المدى الطويل»، موضحاً أن «أغلب الشركات الأجنبية التي تشارك في المعارض التي تقام في الدولة تضع ضمن ميزانيتها المالية السنوية المشاركة في معرض واحد في كل دولة، وهو ما ينطبق أيضاً على الشركات التي يتم ترشيحها من قبل مؤسسات حكومية متخصصة».

واتفق كانا مع باولس في الدعوة إلى إنشاء هيئة اتحادية منظمة لصناعة المعارض في الدولة، «لما لها من أثر إيجابي في القطاع، وإسهام في تحقيقه معدلات نمو متزايدة».

وأشار إلى أن «تشابه أنشطة المعارض وتقارب فترات انعقادها يؤثر في نمو تلك المعارض سنوياً، وهو ما ظهر، أخيراً، خلال دورة معرض (الخريف التجاري الدولي)، الذي نظمته الشركة أخيراً، والذي حقق نمواً دون المستهدف، بسبب انعقاد معارض ذات أنشطة مشابهة خلال فترة وجيزة، مثل معرض (هوم لايف)، الذي سبق (الخريف التجاري) بأسبوعين، إضافة إلى التقارب في النشاط مع معارض أخرى مخصصة لعرض منتجات صينية وهندية تغطي مختلف المجالات».

وأضاف أنه «على الرغم من أن المعرض الذي تنظمه الشركة يعد أقدم من المعارض المشابهة، إلا أن ذلك لا يمنع من تكرار المعارض ذات الأنشطة المتشابهة لكن في فترات متباعدة»، لافتاً إلى أن «مراكز المعارض هي التي تحدد اللوائح المنظمة الخاصة بانعقاد المعارض فيها، ولا توجد أي جهة أخرى تتولى تنظيم انعقاد المعارض».

ولفت إلى أن «الشركة تنظم معارض مختلفة في دبي، أهمها: (بيبر أرابيا) المتخصص في كل ما يخص صناعة الأوراق، (أراب بلاست) المخصص لصناعات البلاستيك، و(الفارس) لمستلزمات الفروسية، والمعرض الدولي للمجوهرات».

تشتت الشركات

من ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة شركة «إندكس» لتنظيم المعارض والمؤتمرات، طارق المدني، إن «تعدد المعارض المتشابهة في النشاط، سواء في الإمارة نفسها أو في الدولة عموماً، له تأثيرات سلبية في صناعة المعارض على المدى البعيد، في ظل تشتت الشركات العارضة، التي يشارك أغلبها مرة واحدة سنوياً في المعارض التي تنعقد في الدولة». وأشار إلى أن «الشركة تنظم 14 معرضاً سنوياً في دبي، يتشابه بعضها في النشاط مع معارض أخرى تنعقد في مناطق مختلفة في الدولة، مثل المعرضين اللذين تنظمهما الشركة في قطاعي طب الأسنان والأمراض الجلدية، ومعرض (أفشور أرابيا) المتخصص في قطاع البيئة والشؤون البحرية، التي يوجد معارض تشابهها تنعقد في أبوظبي».

وأضاف أن «بعض الشركات تقيم معارض في الفنادق أو ساحات مختلفة بعيداً عن المراكز الرئيسة الخاصة بتنظيم المعارض في الدولة، ما يزيد من حجم مشكلة التشابه والتكرار وتأثيراتها في الصناعة»، موضحاً أن «إنشاء هيئة اتحادية منظمة لصناعة المعارض، سيكون إيجابياً للقطاع لتفادي التضارب».

بدورها، أشارت المديرة العامة لشركة «حصاد» للفعاليات والمعارض، عالية سليمان، إلى أن «وجود معارض متشابهة النشاط في الدولة يشكل نوعاً من التضارب في القطاع، ويوجد اضطراباً في تسويقها لدى الشركات المختلفة».

وأضافت أن «فكرة وجود هيئة عليا لتنظيم قطاع المعارض في الدولة ستدعم موقع الدولة على خارطة صناعة المعارض على المستويات العالمية كافة، وتُوجِد تنسيقاً وتكاملاً بين منظمي المعارض في الدولة، وينعكس إيجاباً على الشركات والقطاع ككل».

اللجوء إلى الابتكار

إلى ذلك، قال المدير العام لشركة «بابل لتنظيم المعارض والمؤتمرات» في أبوظبي، طه الراوي، إن «كثرة المعارض تعد أمراً إيجابياً للغاية لنمو الاقتصاد وزيادة الاستثمار، لكن المشكلة الرئيسة تكمن في التشابه الكبير بين المعارض التي تشهدها الدولة على فترات متقاربة».

وأوضح أن «كثرة المعارض تعطي الفرصة للتعريف بمختلف المنتجات، ما يساعد على زيادة مبيعات هذه المنتجات داخل الدولة وخارجها»، لافتاً إلى أن سياسة الدولة تحديداً تستند إلى زيادة المعارض واعتبارها صناعة في حد ذاتها». وحذر في هذا الصدد من أن العديد من شركات تنظيم المعارض والمؤتمرات خرجت من السوق وأفلست نتيجة التشابه الكبير في المعارض التي يتم تنظيمها، ما أدى إلى قلة عدد العارضين نتيجة تشتتهم في هذه المعارض، فضلاً عن قلة عدد الزائرين الذين انصرفوا عن زيارة العديد من المعارض، نظراً لأنهم لم يجدوا جديداً في المعارض لكثرة تكرارها». وأكد الراوي ضرورة اللجوء إلى الابتكار في المعارض التي يتم تنظيمها، مع ضرورة التركيز على إقامة المعارض المتخصصة في مختلف المجالات، وعدم التركيز على قطاعات معينة بعينها لإنعاش الصناعة وتجنب التضارب في المعارض التي يتم تنظيمها.

وقال إن «المعارض المتخصصة يكون الإقبال عليها أقل، لكنها سياسة ناجحة على المدى الطويل، كما أنها تجذب المهتمين بالفعل»، لافتاً إلى أن «الشركة نظمت أخيراً معارض للحكومة الإلكترونية، ومعارض لهندسة المباني والفلل السكنية، في إطار اللجوء إلى تنظيم معارض مبتكرة».

وأفاد بأن «إقامة هيئة اتحادية تتولى الترويج للمعارض والتنسيق بينها فكرة إيجابية، خصوصاً إذا تبنت أيضاً فكر التسويق لهذه المعارض ودعمها ومساندة الشركات الصغيرة العاملة في هذا المجال».

قلة الزائرين

طلب رغم التكرار

ترى مديرة المعارض، مديرة فرع أبوظبي في شركة «إنفورما لتنظيم المعارض والمؤتمرات»، حياة جماعي، أن هناك معارض يتم عقدها لأن هناك طلباً كبيراً عليها، وبالتالي فإن عدد العارضين بها يكون كبيراً، كما أن عدد الزائرين كبير حتى في حالة تكرارها في إمارات عدة، مثل المعارض الخاصة بالتوظيف وبيع المجوهرات، بينما هناك معارض أخرى يجب الحرص في تنظيمها واختيار الأوقات المناسبة لتنظيمها مثل المعارض المتعلقة بالتعليم.

وقالت جماعي إن «ظاهرة تكرار المعارض في إمارات عدة ظاهرة إيجابية، لأن لكل إمارة خصوصيتها، كما أن الشركات العاملة بها مختلفة، وكذلك الجمهور المستهدف بها، فلماذا يتحمل الزائرون، على سبيل المثال، مشقة الانتقال أو السفر من إمارة إلى أخرى لحضور معرض ما»، موضحة أنه «من الخدمات التي يجب أن تحرص عليها الشركات العارضة، الذهاب إلى المتعاملين قرب مكان إقامتهم وتسهيل الوصول إليهم»، لافتة إلى أن «وجود هيئة اتحادية للمعارض قد يكون مفيداً، عن أن تكون مجرد هيئة استشارية وقراراتها ليست إجبارية أو ملزمة، ويشارك فيها ممثلون عن الشركات العارضة الكبيرة والصغيرة والمتوسطة للتنسيق والتشاور في ما بينها لدعم الصناعة».

من جانبه، قال مدير الحسابات في شركة «بافاريا لتنظيم المعارض» في أبوظبي، عمرو مجدي، إن «عدد المعارض التي يتم تنظيمها زاد بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وبعضها متشابه في الفكرة، ويتكرر تنظيمه مرات عدة كل عام، بالذات في إمارات محددة، هي: أبوظبي، دبي والشارقة، ما أدى إلى عزوف بعض الشركات العارضة عن المشاركة، وبالتالي صغر حجم المعرض، فضلاً عن قله عدد الزائرين».

وأوضح أن «شركات كثيرة كانت تشارك في المعارض عندما كان عددها أقل من ذلك، لأنها كانت تعد المعرض فرصة لن تتكرر للتعريف بمنتجاتها وبيع هذه المنتجات على نطاق واسع، نظراً إلى كثرة عدد الزائرين، أما الآن فتعرف الشركات جيداً أن المعرض سيتكرر كثيراً، وأن عدم الاشتراك في معرض ليس مشكلة، لأنها تستطيع أن تشارك في معارض أخرى تقام على فترات متقاربة».

ولفت إلى أن «الآثار السلبية لهذه الظاهرة بدأت في الظهور جلياً في السوق خلال الفترة الماضية، إذ أثرت سلباً في أرباح العديد من شركات تنظيم المعارض، وخفضت إيراداتها بنسب بأكثر من 40٪، خصوصاً أن تكاليف التسويق للمعارض أصبحت باهظة، كما أصبح العديد من المعارض لا يغطي التكاليف بالنسبة لبعض الشركات». وتوقع مجدي أن يزداد وضع السوق صعوبة خلال الفترة المقبلة، نظراً للأوضاع الاقتصادية العالمية الصعبة التي سيكون لها انعكاساتها محلياً بالضرورة، ما سيؤدي إلى إفلاس شركات صغيرة تعمل في مجال تنظيم المعارض».

وطالب بوجود هيئة اتحادية تضع خريطة معينة للمعارض على مستوى الدولة، وتتولى دراسة السوق وتعرض الأفكار المبتكرة لدعم سياسة المعارض في الدولة».

وأشار إلى أن شركته تنظم معارض استهلاكية، مثل مهرجان استهلاكي، في رمضان والعيد، فضلاً عن معارض متخصصة مثل معارض موجهة للمرأة، ومعارض كتاب متخصصة.

تضرر منظمين

بدوره، قال المدير العام لشركة «الحاضر لتنظيم المعارض»، ناصر البحري، إن بعض منظمي المعارض الذين تضرروا من كثرة المعارض، هم الذين ينظمون معارض وأسواقاً استهلاكية مثل مهرجانات رمضان والعيد وغيرها، بينما تركز شركته على المعارض المتخصصة، التي تخدم هدفاً محدداً وتتوجه إلى جمهور معين، وبالتالي تجذب الزائرين المتخصصين في المجال نفسه، لافتاً إلى أن «الشركة تنظم معرضاً للصناعات الصغيرة في أبوظبي، ويتم تنظيم معرض مشابه له في دبي، وهو مجال جديد يتم تنظيم معارض له منذ سنوات قليلة فقط». وأوضح أن شركته تركز على تنظيم معارض جديدة مبتكرة، مثل معرض التوعية المجتمعية، الذي نظمته الشهر الماضي، ويعد الأول من نوعه في الإمارات.

إلى ذلك، أكد مدير شركة معارض صغيرة في أبوظبي، فضل عدم ذكر اسمه، أن تنظيم المعارض شهد نجاحاً كبيراً في الدولة خلال السنوات الماضية، ما زاد من عدد الشركات العاملة في القطاع، وكذلك من المعارض المتشابهة، ما أدى إلى إلحاق ضرر بالغ بالعديد من الشركات الصغيرة التي خرجت من السوق لعدم قدرتها على المنافسة، خصوصاً في ضوء ارتفاع تكاليف التسويق للمعارض وقلة العارضين، وارتفاع أسعار مساحات العرض».

وأوضح أن الشركة التي يديرها تواجه ظروفاً مالية صعبة نتيجة المنافسة الشديدة، مضيفاً أنه على الرغم من تنظيم الشركة عدداً من المعارض الاستهلاكية، إلا أنه لم يلق النجاح المتوقع.

لا تدخل

إلى ذلك، قال مصدر في هيئة معارض كبرى في الدولة، فضل عدم ذكر اسمه، إن هيئات المعارض في الدولة عادة لا تتدخل في اختيار المعارض التي يتم تنظيمها، طالما أن الشركة المنظمة تدفع الإيجار المحدد، وتتفق مع شركات عارضة على المشاركة في المعرض، موضحاً أن مسألة تكرار المعارض وتشابها مسؤولية الشركات المنظمة، وهي المسؤولة الرئيسة عن عمل التسويق اللازم وتحمل تكاليف ذلك، وبالتالي هي وحدها المسؤولة عن نجاح أو فشل هذه المعارض.

تويتر