أدخلتها في الكاميرات والهواتف الذكية والطابعات بعد أن بدأت في الشاشات

شركات تتسابق في تحويل المنتـجات الإلكترونية إلى «الابعاد الثلاثية»

الكاميرات التي تتيح التصوير الثلاثي الأبعاد آخذة في الانتشار تدريجياً. تصوير: تشاندرا بالان

تسابقت شركات تقنية عالمية، أخيراً، في طرح منتجات إلكترونية جديدة مدعمة بأنظمة التصوير والمشاهدة ثلاثية الأبعاد في أسواق الدولة والمنطقة، في إطار عملية التحول المرحلي لاستخدام تلك التقنية، التي اقتصر استخدامها في البداية على الشاشات التلفزيونية، لتشمل حالياً الكاميرات، الحواسب المحمولة، الماسحات والطابعات، وحتى الهواتف المتحركة الذكية. واعتبر متخصصون في التقنية ومسؤولو شركات لصناعة الأجهزة الإلكترونية أن الفترة الحالية تعد بمثابة عصر المنافسة لتحويل المنتجات الإلكترونية المختلفة إلى العمل بتقنية الأبعاد الثلاثية، لافتين إلى أن العام المقبل من المتوقع أن يشهد توسعاً أكبر في انتشار منتجات القطاع، تدعمه انخفاضات منتظرة في أسعارها بعد طرح موديلات جديدة منها، متوقعين اندثاراً تدريجياً للشاشات العادية خلال نهاية العام المقبل.

ولفتوا إلى أن تقنية الأبعاد الثلاثية تطورت بشكل كبير منذ انطلاقها في نهاية العام الماضي، إذ أصبحت تتيح تحويل المواد الثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد، كما أضحت المشاهدة من دون استعمال النظارات أمراً ممكناً.

أجهزة وابتكارات

وتفصيلاً، أعلنت شركات عالمية متنوعة لإنتاج الأجهزة الإلكترونية خلال الشهرين الماضيين عن منتجات حديثة تعمل بتقنية الأبعاد الثلاثية، منها شركة «إتش بي» التي أعلنت خلال مشاركتها في معرض «أسبوع جيتكس للتقنية 2011»، الشهر الماضي، طرح طابعة مدعمة بكاميرا تعمل بتقنيات الأبعاد الثلاثية للاستخدامات التجارية والفنية، كما أعلنت شركة «إبسون» طرح أجهزة عرض (بروجيكتور) مدعمة بأنظمة ثلاثية الأبعاد، فيما أعلنت كل من شركتي «إل جي» و«إتش تي سي» قبيل فعاليات «جيتكس 2011» طرحهما أول سلسلة هواتف متحركة ذكية تتيح التصوير والعرض بالأبعاد الثلاثية.

من جانب آخر، أعلنت «إل جي» الشهر الماضي طرحها الحاسب المحمول «إيه 530» الذي يتيح مشاهدة الأفلام والمقاطع والوسائط الأخرى المجسمة بأبعاد ثلاثية، إضافة إلى تبادل المحتويات ثلاثية الأبعاد، كما جرى تزويد الجهاز بكاميرا ويب مزدوجة، وشاشة ثلاثية الأبعاد، كما أعلنت شركة «توشيبا» عن طرح حاسب محمول يعمل بالأبعاد الثلاثية ومن دون الحاجة إلى نظارات، وأعلنت شركة «صن أوفيشنز» الروسية طرحها طابعة ثلاثية الأبعاد للطباعة على المجسمات المختلفة في السوق المحلية.

طابعة مع كاميرا

ارتفاع الأسعار

قال الخبير التقني، الدكتور معتز كوكش، إن «أبرز المعوقات الحالية أمام زيادة انتشار الأجهزة المدعمة بتقنية الأبعاد الثلاثية تتمثل في ارتفاع أسعارها مقارنة بنظيرتها التي لا تملك هذه الميزة»، لكنه لفت إلى أن «هذا العائق سيتلاشى مستقبلاً مع تسابق الشركات لطرح موديلات حديثة، خصوصاً إذا ما لاحظنا ما أشارت إليه دراسات سوقية أجريت أخيراً في قطاع الأجهزة الإلكترونية أظهرت أن أسعار الشاشات التلفزيونية ثلاثية الأبعاد انخفضت خلال أكتوبر من العام الجاري، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بنسبة 36٪، فيما انخفضت أسعار النظارات المخصصة لرؤية محتوى الشاشات بنسب تبلغ 78٪ خلال الفترة نفسها».

وأوضح أن «كل الأجهزة التي ترتبط بقطاع الوسائط المتعددة والتصوير بشكل عام ستكون في طريقها إلى التحول إلى الأبعاد الثلاثية خلال العامين المقبلين، وهو ما سيدعم قريباً ظهور منتجات جديدة تعمل بهذه التقنية، مثل أجهزة الحاسب اللوحي (تابليت) وأجهزة (دي في دي) المحمولة»، مشيراً إلى أن «التحول والانتشار الأكبر في ذلك القطاع سيتركز في الشاشات مقارنة بغيرها من المنتجات، خصوصاً مع كونها متباينة الأسعار بما يناسب شرائح مختلفة من المستهلكين، إذ تراوح أسعار الشاشات الثلاثية الأبعاد في المتوسط بين 3000 و20 ألف درهم وفقاً لقياس الشاشة ونوعها ووظائفها».

قال مدير حلول طابعات الليزر وقطاع المؤسسات لمنطقة الشرق الأوسط في مجموعة الطباعة والتصوير الرقمي في شركة «إتش بي» العالمية للحلول التقنية، أرنست عزام، إن «هناك توجهات لعدد من شركات التقنية لمواكبة التحول للأنظمة ثلاثية الأبعاد في مختلف القطاعات، وهو ما جعل الشركة تبادر إلى طرح أول طابعة مدمجة بكاميرا ثلاثية الأبعاد لطباعة صور فائقة الوضوح»، لافتاً إلى أن «الطابعة ستتوافر في منافذ البيع في الدولة في فبراير المقبل، وبسعر متوقع يبلغ 1460 درهماً».

وأشار إلى أن «الطابعات ثلاثية الأبعاد تناسب الأغراض الفنية والهندسية، إضافة إلى استخدامات الأفراد العادية، إذ تلبي تطلعاتهم في تصوير الأشياء المختلفة، ورفع الصور مباشرة إلى مواقع التجارة الإلكترونية على الإنترنت، أو طبع الصور بشكل أكثر وضوحاً بعد التصوير ثلاثي الأبعاد»، لافتاً إلى أن «الشركة طورت طابعة ثلاثية الأبعاد للمحترفين لطباعة المجسمات».

وأضاف أن «المنتجات المدعومة بأنظمة ثلاثية الأبعاد تعد من التوجهات المستقبلية لتطور قطاع الأجهزة الإلكترونية بشكل عام، وهناك العديد من الفرص للتوسع في دعم الأجهزة المختلفة العاملة بتلك التقنية»، مشيراً إلى أن «أسعار المنتجات ثلاثية الأبعاد ليست مرتفعة بشكل مبالغ فيه مقارنة بالأجهزة العادية، لكنها في الوقت نفسه من الممكن أن تنخفض بنسب أكبر خلال الأعوام المقبلة مع التوسع في طرح المزيد من الموديلات الجديدة».

هواتف ثلاثية الأبعاد

من جانبه، قال رئيس شركة «إل جي إلكترونيكس» لمنطقة الخليج، إتش إس بايك، إنه «في ظل الشعبية والانتشار الذي بدأت تشهده التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد اتجهت الشركة لطرح منتجات عدة في القطاع تتنوع بين شاشات وحواسب وهواتف محمولة ذكية»، مضيفاً «طرحت الشركة في السوق المحلية هاتف (أوبتيموس) الذي يباع بـ3000 درهم، وجرى تزويده بتقنية تسمح بتحويل الوسائط ثنائية الأبعاد إلى ثلاثية الأبعاد وعرضها عبر حلول تتيح رؤيتها من دون النظارات المخصصة لرؤية المواد ثلاثية الأبعاد في الشاشات الكبيرة».

وتوقع أن «تشكل الهواتف الذكية ثلاثية الأبعاد مجالاً تنافسياً جديداً بين الشركات المنتجة للهواتف الذكية مستقبلاً».

وأوضح أن «الشركة أتاحت للمستخدمين صنع محتوياتهم الشخصية في صيغة ثلاثية الأبعاد، ومن ثم مشاهدتها على شاشة ثلاثية الأبعاد عالية الجودة من خلال الحاسب المحمول (إيه 530)، الذي طرحته الشركة منتصف أكتوبر المنصرم، والذي يتيح للمستخدمين التقاط ومشاهدة وتبادل الوسائط في شكل ثلاثي الأبعاد عبر الكاميرا المزدوجة ثلاثية الأبعاد المدمجة فيه، إذ تعمل الكاميرا على تسهيل إنشاء محتوى ثلاثي الأبعاد، يمكن تشغيله لاحقاً على الهواتف الذكية وأجهزة العرض ثلاثية الأبعاد».

بدوره، قال المدير المشارك، المدير العام لمجموعة الاتصالات المباشرة وخدمة المتعاملين في شركة «باناسونيك» الشرق الأوسط، أنتوني بيتر، إن «الشركة طورت شاشات تلفزيونية وكاميرات تصوير فيديو تعمل بأنظمة ثلاثية الأبعاد في السوق المحلية، وتلاقي معدلات إقبال متنامية شجعت الشركة على التوسع في الإنتاج وطرح المزيد من الموديلات المدعمة بتلك التقنية خلال الفترة المقبلة، بما يواكب نمو الطلب عليها».

تحوّل تدريجي

إلى ذلك، قال الخبير التقني، الدكتور معتز كوكش، إن «أسواق الأجهزة الإلكترونية في الدولة شهدت أخيراً تحولاً تدريجياً نحو المنتجات الثلاثية الأبعاد، التي أصبحت تظهر عبر عدد متزايد من الأجهزة المختلفة وبشكل أكثر تطوراً في كل مرة»، مشيراً إلى أن «توسع الشركات في تقنية الأبعاد الثلاثية، وتسابقها في طرح أحدث ما يستجد فيها، خصوصاً الشاشات التلفزيونية، يؤكد توقعات عدة بأن الشاشات العادية ستكون في طريقها للاندثار خلال نهاية العام المقبل».

وأوضح أن «أبرز التطورات التي لحقت بتقنية الأبعاد الثلاثية تتمثل في الاستغناء عن ارتداء النظارات المخصصة لرؤية المحتوى الثلاثي الأبعاد، إضافة إلى صناعة منتجات محمولة وصغيرة مدعمة بأنظمة ثلاثية الأبعاد، أبرزها لعبة (نتيندو دي أس ثري دي) المحمولة، والتي لا تحتاج إلى نظارات لاستخدامها، وهو ما ينطبق أيضا على هاتفي (إل جي) و(إتش تي سي) المطروحين أخيراً مدعومين بتلك التقنيات، إضافة إلى ساعات رقمية طرحت أخيراً، لشركات مختلفة في الأسواق بشاشة ثلاثية الأبعاد تعرض صوراً مختلفة».

تويتر