معدلات الإشغال الضعيفة تدفع ملاك إلى تقديم شروط تــــأجير مرنة

تراجع الطلب صيفاً يخـــفض إيجارات دبي والشارقة

الحدود القصوى لانخفاض أسعار الإيجارات تركزت في البنايات القديمة. تصوير: مصطفى قاسمي

توقع عقاريون تراجع أسعار الإيجارات في دبي والشارقة خلال نهاية النصف الأول من العام الجاري، مع زيادة عدد الوحدات السكنية المعروضة للإيجار، وانتشار العروض الترويجية، التي تعمل على جذب المستأجرين.

لمشاهدة ملخص لمتوسط أسعار الإيجارات في إمارتي دبي والشارقة يرجى الضغط على هذا الرابط

وفي دبي، قال عقاريون إن أسعار إيجارات الوحدات السكنية تراجعت بنسبة راوحت بين 15 و20٪ خلال نهاية الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالأسعار في نهاية العام الماضي.

وتوقع وسطاء انخفاض أسعار الإيجارات صيفاً بنسبة تقل عما كانت عليه العام الماضي، إذ بدأت السوق تشهد بعض الاستقرار في مناطق سكنية في دبي، مؤكدين أن المستأجرين ملتزمون بدفع عمولة الشركات العقارية عند إيجار الشقة السكنية، مع ملاحظة زيادة الطلب على مناطق محددة في دبي، منها «داون تاون» و«إميرتس ليفينغ».

وفي الشارقة، أفاد مسؤولو شركات عقارية في الشارقة بأن أسعار إيجارات الوحدات السكنية في مناطق مختلفة من الإمارة شهدت تراجعاً بمعدلات راوحت بين 10 و20٪ خلال الفترة نفسها.

وقال وسطاء إن الحدود القصوى لانخفاض أسعار الإيجار تركزت في البنايات القديمة، والمناطق القريبة من عجمان، التي لجأ مالكوها إلى تقديم مزيد من التخفيضات في محاولة لاستقطاب المستأجرين.

وأشاروا إلى أن أبرز الأسباب التي دفعت الأسعار إلى مزيد من التراجع تمثلت في دخول بنايات جديدة إلى السوق، وتراجع حجم الطلب مقارنة بالمعروض.

وتوقعوا مزيداً من انخفاض الأسعار في مختلف مناطق الإمارة صيفاً، يغذيه زيادة التنافس بين الشركات العقارية والملاك، خصوصاً في ظل حاجة ملاك إلى سيولة تفي بسداد التزاماتهم البنكية.

زيادة النشاط

وتفصيلاً، توقع مدير التقييمات العقارية في الإمارات لدى شركة «كلاتونز»، جوناثان فوذرجل زيادة نشاط مبيعات الوحدات السكنية في دبي خلال العام الجاري، على الرغم من أشهر الصيف التي عادة ما تشهد تراجعاً في حركة المبيعات».

تعافٍ مرتقب

ذكر تقرير سابق لغرفة تجارة وصناعة دبي أنه على الرغم من انخفاض الأسعار في سوق دبي العقارية خلال العامين الماضيين، فإنه من المتوقع أن يتعافى القطاع خلال عام 2012 بخطى بطيئة، حتى تبلغ الأسعار الحد الذي لن تتجاوزه انخفاضاً بعدها.

وتوقع تقرير لشركة «جونز لانغ لاسال»، صدر أخيراً ، أن يكتمل بناء وتسليم ما يصل إلى نحو 25.5 ألف وحدة سكنية في دبي العام الجاري، ما يشير إلى تباطؤ المعروض الجديد من العقارات السكنية بنحو 30٪ مقارنة بالوحدات السكنية التي تم تسليمها في العام الماضي.

وعزا ذلك إلى ظهور المزيد من المؤسسات المالية التي تقدم تسهيلات كبيرة للتمويل العقاري، إذ تسعى إلى توفير أسعار فائدة تنافسية منخفضة، وشروط مرنة مثل إمكانية إعادة جدولة الدفعات، وتسريع منح الموافقات، وذلك بهدف استقطاب المتعاملين ورفع حصتها السوقية».

وأشار إلى استمرار نزوح المستهلكين إلى مناطق أعلى جودة تضم مرافق محلية ومجتمعية راقية، والتي باتت عنصر جذب مهماً للمستأجرين والمالكين.

ورأى أن «السوق تشهد زيادة بطيئة في حركة مبيعات الشقق الفاخرة عالية الجودة في مناطق مفضلة مثل (برج خليفة)، و(دبي مارينا)، و(النخلة جميرا)»، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تحدث انخفاضات طفيفة في قيم وإيجارات الوحدات السكنية والمكتبية خلال الفترة المقبلة، وذلك مع طرح وحدات جديدة في الأسواق. وقال «بالنسبة للفلل الراقية، قد تحتفظ بقيمها أو تشهد تراجعاً بسيطاً، ويمكن أن تتراجع إيجارات المكاتب في دبي بمعدل يراوح بين 10 و20٪ خلال العام ،2011 نتيجة حتمية لزيادة المعروض من الوحدات».

ونبه فوذرجل إلى أن «توجه مالكي المكاتب إلى تقديم شروط مرنة للإيجار في ضوء معدلات الإشغال الضعيفة يتزايد، إذ باتوا مستعدين لتمديد فترات الإيجار بضمنها الفترات المجانية وتحمل تكاليف شركات الوساطة العقارية»، مشيراً إلى أن اعتماد هذه الممارسات يجري في غالبية الأسواق الأجنبية، ويتوقع لها أن تسهم في دفع عجلة السوق العقارية بدبي ورفع مستويات الإشغال.

وتوقع زيادة الإقبال على المناطق الراقية التي توفر عقارات عالية الجودة خلال العام ،2011 في ما يخص قطاعي التأجير والشراء على السواء، خصوصاً بعد أن باتت العديد من الوحدات في مناطق مفضلة تتوافر بأسعار معقولة، ومع زيادة توجه المشترين للارتقاء بجودة وحداتهم السكنية والانتقال إلى أماكن أفضل وأرقى.

وأوضح أن «مشروعات مثل (أولد تاون)، (دبي مارينا)، (النخلة جميرا)، تأتي في مقدمة هذه المشروعات، إذ يسعى الأفراد إلى اختيار وحدات عالية الجودة مساهمة في تعزيز السوق العقارية في دبي»، لافتاً إلى أن «الإدارة الفعالة وخدمات الصيانة والمرافق عالية الجودة، التي تتميز بها هذه العقارات، تلعب دوراً كبيراً في دعم معايير جودة القطاع العقاري في الإمارة».

تراجع الإيجارات

من جانبه، قال مدير قسم التقييم والاستشارات لدى شركة «لاندمارك الاستشارية»، سعيد هاشمي، إن «أسعار الإيجارات انخفضت في الفترة بين الربع الأخير في 2010 إلى الربع الأول من العام الجاري بنسبة 2.2٪ للفل، وبنسبة 5.5٪ للشقق السكنية». وقال «من المتوقع انخفاض أسعار الإيجارات في الصيف بنسبة تقل عما كانت عليه العام الماضي، إذ بدأت السوق تشهد إشارات على الاستقرار في بعض مناطق دبي»، لافتاً إلى أن «المستأجرين لايزالون الطرف الذي يدفع العمولة، إذ لم نلحظ أي تغيرات تذكر حول هذا التوجه في السوق».

ولاحظ «ارتفاع الطلب في المناطق الرئيسة مثل منطقة (داون تاون) و(إمارتس ليفينغ)، إذ بات الحصول على الشقة المطلوبة صعباً في ظل تزايد الطلب والتنافس الكبير من قبل المستأجرين المحتملين». بدوره، قال المدير التنفيذي في شركة «دبليو كابيتال»، وليد الزرعوني، إن «هناك تراجعاً في الإيجارات في دبي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري راوح بين 5 و15٪ مقارنة مع نهاية العام الماضي، مع زيادة في عدد الوحدات السكنية المعروضة للإيجار، وانتشار العروض الترويجية للشركات العقارية، التي تعمل على جذب المستأجرين، خصوصاً من الشارقة إلى دبي.

وأضاف أن الشركات العقارية باتت تقدم خدمات عدة للمستأجر لجذبه، منها كي الملابس مجاناً، أو تقديم مساحة لوقوف السيارة، وأحياناً الشهور المجانية». ولفت إلى زيادة توجه مالكي المكاتب لتقديم شروط مرنة للإيجار في ضوء معدلات الإشغال الضعيفة، إذ باتوا مستعدين لتمديد فترات الإيجار مجاناً، وتحمل تكاليف شركات الوساطة العقارية أحياناً.

جولات ميدانية

إلى ذلك، رصدت «الإمارات اليوم» عبر جولة ميدانية في مختلف مناطق الشارقة انخفاضاً في أسعار وحدات الاستديو الغرفة وصالة والغرفتين بنسب متباينة وفقاً لقرب البنايات من المناطق المجاورة لدبي، والخدمات المتوافرة فيها، ومدى حداثتها.

وقال استشاري العقارات في مركز «السعودية والكويت» العقاري، مجدي عبدالغني، إن «أسعار إيجارات الوحدات السكنية في الشارقة تراجعت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري بنسبة راوحت بين 10 و20٪، بسبب دخول بنايات جديدة إلى السوق في نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري»، لافتاً إلى أن «استمرار انخفاض أسعار الإيجارات في مناطق من دبي، مثل القصيص والمدينة العالمية، إلى مستويات قاربت مثيلتها في الشارقة، أسهم في لجوء المكاتب العقارية في الشارقة إلى تقديم المزيد من التخفيضات في ظل انتقال عدد كبير من المستأجرين إلى دبي».

وأضاف أنه «من المتوقع أن تشهد العقارات في الشارقة انخفاضات تراوح بين 10 و15٪ إضافية خلال الصيف، الذي يشهد عادة ركوداً مع سفر أغلب المقيمين لقضاء عطلاتهم الصيفية في بلدانهم، ما يضطر الشركات العقارية إلى تقديم تخفيضات إضافية في محاولة لاستقطاب مستأجرين جدد، أو دفع المستأجرين لديهم للتجديد وعدم الانتقال».

زيادة التنافسية

وأشار مسؤول الإيجارات والمبيعات في شركة «الجزات» العقارية في الشارقة هاني عبيد إلى أن «زيادة التنافس بين الشركات العقارية في الشارقة، ورغبة الملاك في الحصول على سيولة مالية للإيفاء بمتطلباتهم المالية، وخصوصاً تمويلات البنوك لبناياتهم ووحداتهم، أسهم في تحقيق إيجارات الوحدات السكنية في الشارقة منذ بداية العام الجاري حتى الآن انخفاضات كبيرة، بلغت 20٪ تقريباً، خصوصاً في المناطق القريبة من عجمان، التي أصبحت أقل استقطاباً للمستأجرين مع تراجع أسعار المناطق القريبة من دبي، وكذا مع تحقيق أسعار الإيجارات في عجمان انخفاضات كبيرة دفعت شريحة أخرى من المستأجرين إلى الانتقال إليها للاستفادة من هذا التراجع».

وأضاف أن «زيادة كلفة أسعار الكهرباء في الشارقة، وتقارب أسعار الإيجارات فيها مع دبي، أسهم في تعزيز حركة انتقال المستأجرين من الشارقة إلى دبي خلال الأشهر القليلة الماضية».

وأشار إلى أن «السعي الحثيث لملاك وشركات العقار لتفادي خلو وحداتهم السكنية فاقم من تراجع الإيجارات منذ بداية العام، وهو السبب نفسه الذي سيسهم في زيادة التراجع بنسب إضافية في الأسعار خلال الأشهر المقبلة، التي من الممكن أن تصل بمجمل الانخفاض خلال العام الجاري إلى 40٪ مقارنة بالعام الماضي».

ويوافقه في الرأي مندوب التأجير في شركة «السبيل لإدارة العقارات الخاصة» في الشارقة، جابر الأسعد، الذي أضاف أن «استمرار دخول بنايات جديدة للسوق العقارية في الإمارة، خصوصاً مع تقارب وقت الانتهاء من إنشاء وتجهيز البنايات في مناطق متجاورة مثل التعاون والنهدة والخان رفع من حجم التنافس بين الشركات، وأسهم في تخفيض الأسعار بنسب أكبر لاستقطاب المستأجرين، مع تقديم البعض أشهراً مجانية»، موضحاً أن «زيادة المعروض ستجعل الأسعار تواصل الانخفاض خلال الأشهر المقبلة بنسب متباينة، وفقاً للمناطق وحداثة البنايات والخدمات المقدمة فيها».

تويتر