بعد أن تجاوزت الودائع القروض بمبلغ 16 مليار درهم

مصرفيون: تدفق مالي أجنبي ومحلي وادخار مقيمين زادا من الودائع المصرفية

نسب المخاطرة للاستثمارات في الدرهم شبه معدومة. الإمارات اليوم

عزا مصرفيون زيادة الودائع في القطاع المصرفي، وتجاوزها القروض بما يزيد على 16 مليار درهم، وفقاً لأحدث بيانات صدرت من مصرف الإمارات المركزي، إلى تدفق أموال استثمار أجنبي للاستفادة من الفائدة المرتفعة نسبياً على الدرهم، واحتفاظ أغنياء بأموالهم على شكل ودائع مالية، انتظاراً لفرص استثمارية مواتية في السوق.

ولفتوا لـ «الإمارات اليوم»، كذلك إلى أن الحذر من الاستثمار في قطاع العقار أو الأسهم، ولّد سلوكاً عاماً بين المقيمين نحو الادخار المصرفي، مؤكدين أن نسب المخاطرة للاستثمارات في الدرهم شبه معدومة، لأن تذبذب سعر الصرف يكون قليلاً جداً، نظراً لثبات سعر صرف الدرهم مقابل الدولار.

وأوضحوا أن المصارف تعي جيداً أنه لا يمكنها الاعتماد على الأموال الساخنة في الإقراض، لذلك فإنها تمنح نفسها فرصة ثلاثة أشهر على الأقل، للتأكد من أن تلك الأموال لأغراض الاستثمار المتوسط، أو الطويل الأجل، لافتين إلى تجاوز القروض للودائع، لدى مصارف، قبل الأزمة العالمية بنسبة 130٪.

الودائع وتراجع القروض

سجّل إجمالي الودائع لدى المصارف العاملة في الدولة، أعلى مستوى له على مدى نحو ثلاثة أعوام، وقفز إلى تريليون و53.8 مليار درهم خلال أكتوبر الماضي، مقابل تريليون و13.3 مليار درهم في نهاية سبتمبر الماضي، بارتفاع بلغ 40.5 مليار درهم، ومقابل 982.9 مليار درهم في نهاية أكتوبر من عام .2009

وتراجع إجمالي القروض والسلفيات المقدمة من المصارف العاملة في الدولة إلى تريليون و37.7 مليار درهم، مقابل تريليون و38.4 مليار درهم في نهاية سبتمبر الماضي، بانخفاض بلغ 300 مليار درهم، وتريليون و20.5 مليار درهم في نهاية أكتوبر من عام .2009

تحسن في السيولة

وتفصيلاً، قال المدير العام للاتصال المؤسسي في بنك الإمارات دبي الوطني، سليمان المزروعي، إن «القطاع المصرفي مفتوح، بما يسمح بتدفق الأموال الأجنبية لأغراض الاستثمار، والاستفادة من فرق الفوائد بين الدرهم والدولار، التي تميل لمصالحة الدرهم نسبياً».

وأضاف أن «الاستثمار العقاري أصبح يتطلب سيولة كبيرة، إضافة إلى تدني مستويات الأسعار في أسواق الأسهم، دفع المستثمرين إلى انتقاء الفرص، والبعد عن المخاطرة غير المحسوبة»، لافتاً إلى أن هذين شرطين توفرهما المصارف من خلال برامج ادخار متنوعة.

وأكد وجود تحسن ملحوظ في مستويات السيولة داخل الدولة، وفي منطقة الخليج عموماً، نظراً لتدفق الأموال التي تأتي للاستفادة من فرص الاستثمار في قطاع الخدمات والسياحة والبنى التحتية، مشيراً إلى أن المصارف تدوّر الودائع في ما بينها، لتغطـية تكلفتـها، سواء لمدة ليلة واحـدة، أو ليوم، أو أسـبوع، تبعاً لمدى الاستفادة التي يضعها كل مصرف وفق استراتيجية الاستثمار لديه.

استثمار الودائع

من جانبه، قال الخبير المصرفي، أمجد نصر، إن «بعض المصارف توسعت كثيراً في الاقراض خلال سنوات ما قبل الأزمة المالية العالمية، إذ إن القروض جاوزت الودائع في مصارف بنسبة 130٪، ما دفعها إلى محاولة إعادة تصحيح الوضع عن طريق استقطاب أكبر قدر من الودائع لتغطية الفجوة».

وأضاف أن «المصارف ركزت خلال العامين الماضيين على توفير مستوى عال من السيولة، لجعل نسبة الودائع إلى القروض 1:،1 ما دفع مصارف عدة إلى طرح منتجات ادخارية بنسب فوائد تنافسية لجذب مزيد من الأموال».

وأوضح أن «تراجع اليورو جعل هناك إقبالاً على الدرهم، نظراً لارتباطه بالدولار بسعر ثابت، ما يجعل الاستثمار فيه، أو المضاربة عليه من دون مخاطر تذكر، لأن هامشها محدود».

وأوضح نصر أن «الحذر من الاستثمار في قطاعي العقارات والأسهم، والخوف من فقدان الوظائف، دفعا مقيمين في الدولة إلى الادخار، تحسباً للمستقبل»، لافتاً إلى أن أمام المصارف تحدياً كبيراً، يتمثل في توفير قنوات استثمار للودائع لتغطية كلفتها، لأن الأموال المستقرة تحمل المصارف تكاليف مرتفعة يجب مواجهتها، عن طريق إما شراء صكوك، أو سندات، أو إيداعها لدى مصارف أخرى، وتحصيل فوائد منتظمة، أو ضخها في خدمات مصرفية للأفراد، أو ما يعرف بإقراض التجزئة.

الثقة بالاقتصاد

إلى ذلك، قال مدير الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف الإمارات الاسلامي، فيصل عقيل، إن «الثـقة باقتصاد الدولة كبيرة، نظراً لمعـدلات النمو الكـبيرة، مقارنة باقتصادات عدة أخرى، إضافة إلى أن اختـبارات الضغط التي أجريت على المصارف المحلية، أعطت مؤشراً قوياً على متانة المؤسـسات المالية».

وأضاف أن «استثمارات البنية التحتية مستمرة، وثقة المستثمر الخارجي كبيرة، لذا فإن من الطبيعي أن تتدفق أموال أجنبية للاستفادة من مناخ الاستثمار»، لافتاً إلى أن المصارف تعلمت من تجارب عام ،2008 وبدأت تتحوط تجاه الأموال الساخنة، بعدم إقراض أي أموال أجنبية، إلا بعد مرور ثلاثة أشهر، للتأكد من أنها لأغراض استثمار متوسط أو طويل الأجل.

وأوضح أن «أصحاب الأموال الكبيرة يحتفظون بها ودائع حالياً، تحيناً لفرص استثمارية مجزية، خصوصاً أن أحجام التداولات في أسواق المال متدنية، فيما لم يعد العقار جاذباً لكثير من رؤوس الأموال المحلية أو الأجنبية».

وأكد أن «الشهور القليلة المقبلة ستشهد مزيداً من التحسن في السيولة، وبالتالي دوران عجلة الاقتصاد بوتيرة أسرع مرة أخرى».

وبحسب الخبير المصرفي، حسن علي، فإن «المصارف التجارية عندما ترفع سعر الفائدة على الودائع، فإن ذلك يعني وجود ضغط على المصرف المركزي لرفع (إنتربانك) أو ما يعرف بـ(أيبور)، وهو سعر الفائدة بين البنوك، وهذا غير محبب، لأنه يزيد كلفة الإقراض الذي تعوضه المصارف من المتعامل معها.

وأضاف انه «مع توافر السيولة، ستضطر مصارف إلى خفض سعر الفائدة، لأن العرض والطلب هما اللذان يحكمان وضع السوق في الأوقات العادية».

بنك المشرق

يمنح بنك المشرق المتعاملين معه من أصحاب حساب «وكالة»، فوائد بنسبة 0.3٪ على الودائع لمدة شهر، و3.75٪ على الودائع لمدة 100 يوم، و3.9٪ لمدة 200 يوم، و4.5٪ لمدة 400 يوم. كما يمنح أرباحاً على حسابات «المشرق الإسلامي ـ حساب مضاربة»، بنسبة 1.29٪ لمدة شهر، و2.58٪ على الودائع لمدة ثلاثة أشهر، و2.87٪ لمدة ستة أشهر، في حين تحظى الودائع لمدة تسعة أشهر بنسبة ربح 3.72٪، فيما يبلغ سعر ربح الوديعة مدة عام 4.51٪.

بنك أبوظبي الوطني

يقدم بنك أبوظبي الوطني فوائد على الوديعة حتى مليون درهم لمدة ثلاثة أشهر 1.63٪، بينما يحسب نسبة 1.75٪ للوديعة التي تراوح بين مليون درهم وخمسة ملايين درهم للفترة نفسها.

وتبلغ نسبة الفائدة على الوديعة حتى مبلغ مليون درهم ولمدة ستة أشهر، 1.92٪، في حين تبلغ نسبة الفائدة على الوديعة التي تراوح بين مليون درهم وخمسة ملايين درهم 2.11٪.

أما بالنسبة لوديعة لمدة سنة، بمبلغ أقل من مليون درهم، ففائدتها تبلغ 2.13٪، وللوديعة التي تراوح بين مليون درهم وخمسة ملايين درهم ففائدتها تبلغ 2.32٪.

بنك الخليج الأول

يدفع البنك فائدة على أي مبلغ مودع من شهر حتى ثلاثة أشهر 2.5٪، فيما تتساوى الفائدة لمدة سنة أو ستة أشهر بنسبة 2.75٪.

مصرف عجمان

يمنح مصرف عجمان ربحاً على الودائع لمدة ثلاثة أشهر بنسبة تبلغ 2.85٪، بينما تبلغ نسبة الربح على الودائع لمدة ستة أشهر 3٪، ولمدة سنة 3.2٪».

مصرف أبوظبي الإسلامي

يمنح مصرف أبوظبي الإسلامي، الوديعة التي تراوح قيمتها بين 10 آلاف درهم و250 ألف درهم لمدة شهر، نسبة فائدة تبلغ 1.46٪، ترتفع إلى 1.48٪ للوديعة التي تراوح بين 250 ألف درهم ومليون درهم. وتسجل الفوائد للودائع لمدة ثلاثة أشهر نسب فوائد تراوح بين 2.1٪ و 2.3٪ حسب قيمة المبلغ، الذي يراوح بين 10 آلاف درهم إلى خمسة ملايين درهم، في حين تبلغ الفائدة على الودائع لمدة سنة 2.39٪، مع ملاحظة أن هناك تغييرات طفيفة من شهر إلى آخر في سعر الفائدة لا تتجاوز كسراً عشرياً.

مصرف الإمارات الإسلامي

يمنح مصرف الإمارات الاسلامي أرباحاً على الودائع لمدة سنتين بنسبة 3.02٪، ولمدة سنة 2.85٪، ولمدة تسعة أشهر 2.65٪، ولمدة ستة أشهر 2.51٪، ولمدة ثلاثة أشهر 2.45٪، بينما تبلغ الأرباح على حساب التوفير 1.21٪.

 

تويتر