تستهدف التشجيع على السفر في مواسم الركود

شـركـات طـيران تواجـه تراجـع الطـلب بـ «العــروض الخاصة»

إطلاق عروض السفر لا يعني بالضرورة تراجع مبيعات شركات الطيران. تصوير: ساتيش كومار

دخلت شركات الطيران والسياحة في سباق لطرح العروض والتخفيضات المتنوعة على أسعار التذاكر والرحلات السياحية، عقب انتهاء فترة الإجازات والأعياد، في محاولة لجذب مزيد من المسافرين في هذه الفترة، التي تتسم عادة بتراجع المبيعات.

وتوقع متخصصون في قطاعي السياحة والطيران أن تشهد مبيعات تذاكر السفر لدى شركات الطيران انتعاشاً خلال الفترة المقبلة، بسبب تسابق تلك الشركات على تقديم العروض الترويجية إلى وجهات عدة، مؤكدين أن العروض التي أطلقت الشهر الجاري عمدت إلى خفض كلفة السفر جواً بصورة نسبية، ما يرفع معدلات المبيعات بنسب متباينة.

وأفاد متخصصون، استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، بأن الفترة المقبلة ستشهد تجاوباً من المسافرين مع العروض السعرية التي تسهم بشكل ملحوظ في التغلب على الركود في هذا القطاع، مشيرين إلى أن العروض السعرية تنمي الحاجة إلى السفر.

وقالوا إنه على الرغم من أن الفترة الراهنة هي فترة بدء المدارس وانتهاء موسم الإجازات الصيفية والأعياد، لكن إطلاق العروض لا يعني بالضرورة تراجع مبيعات الشركات.

وكانت شركات طيران عدة في الدولة طرحت عروضاً مختلفة خلال الأيام الماضية منها شركة «فلاي دبي»، التي قررت منح خصم قدره 33٪ على 16 وجهة لديها، إذ يبلغ السعر الأدنى لتذاكرها نحو 130 درهماً في الاتجاه الواحد، فيما أطلقت «طيران الإمارات» حملة ترويجية لركاب الدرجتين السياحية ورجال الأعمال إلى عدد من الوجهات الأوسطية والعالمية، تتضمن سفر شخصين على الأقل، يدفع أحدهما سعر تذكرته كاملاً، في حين يحصل الآخر على خصم بنسبة 25٪، وأعلنت «الاتحاد للطيران» عرضها لخفض أسعار التذاكر السياحية إلى وجهات عدة، بنسبة تصل إلى 40٪، وفي السياق ذاته، أطلقت شركة «العربية للطيران» عرضاً لخفض أسعار التذاكر إلى 15 وجهة، لتبدأ من 160 درهماً، بينما أطلقت شركة «إير فرانس كي إل إم» عرضاً لخفض أسعار تذاكر السفر إلى وجهات عدة من دبي عبر مدينة باريس».

الإجازات

قالت المديرة التنفيذية في شركة لازان برستيج للسياحة، لطيفة زينينه، إن «العروض الترويجية لشركات الطيران والسياحة تضمن خفضاً في أسعار السفر للمستهلكين، ما يدفعهم أحياناً إلى الابتعاد عن السفر خلال أيام الإجازات والتعاطي معها خلال العروض الترويجية فقط».

وأضافت أن «هناك العديد من المستهلكين أوقفوا شراء تذاكرهم قبيل فترة الصيف وشهر رمضان، انتظاراً لطرح العروض والاستفادة منها، وهو ما جعل الوكالات تتنافس في طرح عروض متنوعة على منتجاتها».

وتابعت أن «التخفيضات السعرية تتضمن قيمة مضافة للمسافرين، فهي تساوي قيمة مالية، وهو ما يجعل منها حافزاً للإقبال على الشراء لتوفير بعض الأموال، خصوصاً في السفر الجماعي».

وتوقعت أن تشهد مبيعات تذاكر السفر لدى شركات الطيران ووكالات السياحة انتعاشاً خلال الفترة المقبلة، بسبب تسابق تلك الشركات على تقديم عروض ترويجية على أسعار التذاكر إلى وجهات عدة، لافتة إلى أن نسب الزيادة المتوقعة تصل إلى أكثر من 20٪ من مبيعات تلك الفترة».

وقالت زينينه: «الفترة المقبلة ستشهد تجاوباً من المسافرين مع العروض السعرية، التي تسهم بشكل ملحوظ في التغلب على ركود القطاع في مثل هذه الفترة من السنة».

ترويج

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم شركة «طيران العربية»، حسام ريدان، إن «العروض السعرية تنمي الحاجة إلى السفر، إذ تكثف الشركات من طرح العروض الترويجية لزيادة مبيعاتها»، لافتاً إلى أن «العروض التي تطلقها شركات الطيران التجاري تختلف عن تلك التي تطرحها شركات الطيران الاقتصادي، فكل نموذج له اعتبارات مختلفة وطريقة تعاطي مع السوق».

وأشار إلى أن «(العربية للطيران)، بصفتها شركة طيران اقتصادي، تعتمد مبدأ التسعير بناء على قانون العرض والطلب»، وتابع، «الأسعار الابتدائية على الرحلة تكون مخفضة، ومن ثم ترتفع مع ارتفاع الطلب على الرحلة، وبالتالي، فإن الحجز مبكراً يؤدي إلى الحصول على أسعار أفضل في الأحوال العادية».

واستطرد، «الطيران الاقتصادي يعمد إلى تقديم سعر أفضل في أوقات تراجع الطلب، للتشجيع على السفر المتكرر».

وبين ريدان أن «العروض السعرية هي نوع من التسويق الذي يظهر بساطة السفر اعتماداً على السعر، إذ تعطي أسعاراً مخفضة في أوقات معينة، تشجع المسافرين على السفر»، وأضاف «العروض السعرية والطيران الاقتصادي عملا على تغيير أنماط السفر لدى الناس، فالتحرك عبر البلاد لم يعد معضلة أو مقصوراً على فئة معينة من الناس، بل إنه امتد إلى شرائح مختلفة من الناس، كان السفر بالنسبة إليها في الماضي أمراً يواجه بصعوبات مالية».

وقال ريدان إنه «من الصعب أن يتم تحديد الزيادة المتوقعة في مبيعات التذاكر في أيام العروض، لكن الزيادة تضمن ارتفاع المبيعات لمعادلة الخفض الذي قد يحدث نتيجة لتراجع الطلب على السفر في بعض أوقات من العام»، وأردف «العروض الترويجية لها تأثير إيجابي مباشر في أداء الشركات ومبيعاتها، وإطلاقها لا يعني بالضرورة تراجع المبيعات».

عرض وطلب

من جانبه، قال نائب رئيس «طيران الإمارات» للمبيعات التجارية في الدولة، خالد بالجافلة، إن «أعمال شركات الخطوط الجوية تخضع لمعادلة العرض والطلب، وتستجيب إلى مواسم الذروة والركود، إذ تطلق الناقلات عروضها عادة حسب متطلبات ومحركات الأسواق».

ولفت إلى أنه «غالباً ما تلقى العروض الترويجية إقبالاً كبيراً من المسافرين، الذين يسعون إلى الحصول دائماً على أفضل الأسعار، إلا أنه ليس بإمكان أحد التنبؤ بكيفية استجابة السوق إلى هذه العروض».

وأضاف «يمثل الصيف ومواسم الأعياد الذروة لحركة السفر في الإمارات، وتنظم (طيران الإمارات) في بقية فترات العام حملات ترويجية إلى مختلف المناطق والوجهات التي تخدمها».

وأوضح أنه «لا يوجد حد أقصى أو أدنى للأسعار، بل نحرص على أن تكون أسعار التذاكر ملائمة وتنافسية»، مشيراً إلى أن «الخصومات والعروض السعرية لا تؤثر في التدفقات النقدية لـ(طيران الإمارات)، لأنها تشكل جزءاً من الاستراتيجية العامة التي ترسمها سنوياً دائرة ضبط العائدات ودائرة العمليات التجارية».

الترفيه

وقال رئيس الشؤون التجارية في «الاتحاد للطيران»، بيتر بومغارتنر، إن «الأسعار الجديدة صممت خصوصاً وبشكل أساس للمسافرين بغية الترفيه، انطلاقاً من الإمارات»، لافتاً إلى أن «الأسعار المخفضة ستتيح لمن يرغبون في السفر إلى مجموعة واسعة من الوجهات التي تحظى بشعبية عالية خلال فترة الخريف والشتاء فرصة توفير الكثير من المصروفات».

وأكد أن «(الاتحاد للطيران) ملتزمة بتوفير تشكيلة واسعة من خيارات السفر لعملائها خلال العام»، متوقعاً أن يلاقي العرض الجديد تجاوباً قوياً.

تعويض

وأكد نائب الرئيس التنفيذي في شركة «الريس للعطلات»، محمد جاسم الريس، أن «العروض الترويجية لشركات الطيران والسياحة تعمل على تعويض فترات تراجع معدلات مبيعات الشركات جزئياً»، مشيراً إلى أن «العروض تساعد الشركات على زيادة مبيعاتها بنسبة متفاوتة تصل إلى 15٪ من معدلات فترات التراجع».

وبين أن «العروض هي سياسة ضرورية لضمان عدم توقف أعمال الشركات وتحريك السوق السياحية ومبيعات الطيران»، مضيفاً أن «شركات السياحة والعطلات تطلق عروضها اعتماداً على خفض الفنادق وشركات الطيران أسعارها، ما يمكن من تقديم حزم عطلات بأسعار مخفضة». وأوضح الريس أن «العروض السعرية لا ترتبط فقط بفترات التراجع، لكنها تستخدم سياسة لدى الشركات لتحريك الطلب نحو الأسواق الجديدة والناشئة، ففي فترة الصيف الماضي وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، أطلقنا عرض السفر إلى كوريا، الذي جذب شريحة جديدة من المسافرين في الإمارات إلى وجهة غير اعتيادية»، لافتاً إلى أن «تخفيض أسعار السفر في أيام العروض، لا يؤثر في أرباح الشركات، لكنه يضمن تغطية بصورة ما لتراجع الطلب ويعمل على تنشيط الأسواق».

تويتر