٪90 نسبة إشغالها في الربع الأول.. و60٪ من نزلاء بعضها غـــير مسلمين

دبي تقدم نموذجاً شاملاً للفنادق الإسلامية

مجموعة الجوهرة تلقت عروضاً لافتتاح فنادق إسلامية في أوروبا. من المصدر

أكد مسؤولون في قطاع السياحة، تحقيق الفنادق الإسلامية نسب إشغال تجاوزت 90٪ خلال الربع الأول من العام الجاري، مع تنامي الطلب على مفهوم الضيافة الإسلامية، واتساع سوق السياحة والسفر العربية، لافتين الى أن نموذج دبي للفنادق الإسلامية جاء شاملاً لمختلف معايير الضيافة الإسلامية، من دون أن يقتصر على تقديم «الطعام الحلال» فقط، كما هو الحال في النموذج الماليزي.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن هذا النموذج استهدف السياح من مختلف الديانات والأعراق، حيث وصلت نسبة نزلاء بعض هذه الفنادق في دبي من غير المسلمين إلى 60٪، من أكثر من 45 منطقة جغرافية، ملتزماً بالمبادئ الإسلامية، بدءاً من عبارات الترحيب في الاستقبال، وانتهاء بالخدمات الشخصية التي تراعي القيم الدينية، إضافة إلى منع الخمور، وبرمجة القنوات الفضائية وفق الرؤية الإسلامية.

وأشاروا إلى وجود فرص استثمار فندقي وسياحي في المنطقة، قائمة على تقديم التراث الغني لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدين تلقيهم عروضاً من رجال أعمال أستراليين، وسويسريين وألمان لافتتاح فنادق وفق المفهوم الإسلامي في بلدانهم، موضحين أن الفنادق الإسلامية تعمل وفق معايير السياحة العالمية.

مفهوم إسلامي

وتفصيلاً، قال مدير عام مجموعة فنادق الجوهرة، هاني لاشين، إن «فكرة الفنادق الإسلامية في دبي بدأت منذ عام ،1970 عندما أسس رجل الأعمال سعيد لوتاه، أول نموذج للفنادق الإسلامية، بتشييد فندق الجوهرة»، مضيفاً أن «مجموعة الجوهرة تمتلك حالياً فنادق (الجوهرة غاردنز)، و(الجوهرة للشقق الفندقية)، و(الجوهرة مترو)».

وذكر أن «التوجه نحو فنادق تعمل وفق المفهوم الإسلامي، بدأ مع تنامي الطلب عليها، واتساع حجم سوق السياحة والسفر العربية، خصوصاً بعد أن أصبحت دبي وجهة سياحية مهمة في العالم، معروفة بتقاليدها العربية والإسلامية».

وأوضح أن «السياحة الإسلامية بدأت بمفهوم ضيق منذ فترة ليست بعيدة في ماليزيا، عندما اقتصر نموذجها على تقديم ما يعرف بـ(الطعام الحلال)، من دون الأخذ بالاعتبارات الأخرى، مثل الامتناع عن تقديم المشروبات الكحولية وغيرها»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من ذلك، لاقت الفنادق الإسلامية في ماليزيا إقبالاً كبيراً من قبل سياح في منطقة الشرق الاوسط والخليج، نظراً لغياب الفنادق التي تراعي القيم الإسلامية في الوجهات السياحية المجاورة لها».

وأضاف أن «نموذج دبي في الفنادق الإسلامية جاء شاملاً لاعتبارات عدة، أهمها استقطابه للعائلات والأفراد، واستهداف السياح من مختلف الديانات والأعراق، وليس المسلمين فقط»، مبيناً أن «الفندق يستقطب سياحاً من الصين، والهند، وأوروبا، وأميركا».

ولفت إلى تضاعف الطلب على السياحة الإسلامية في المنطقة، حيث حققت فنادق الجوهرة خلال الربع الأول من العام الجاري نسب إشغال تجاوزت 91٪، مقابل متوسط إشغال بلغ 80٪ لفنادق أخرى.

وقال إن «نسبة نزلاء فنادق الجوهرة الإسلامية من غير المسلمين تراوح بين 55 و60٪»، لافتاً إلى أن «(الجوهرة) حازت جوائز عالمية عدة، مثل الشهادة العالمية لسلامة الغذاء، وشهادة الأيزو للجودة، إضافة إلى جائزة برنامج دبي لتقدير الجودة».

وكشف عن أن «المجموعة تلقت عروضاً من قبل رجال أعمال استراليين وألمان وسويسريين لافتتاح فنادق إسلامية في بلدانهم»، مؤكداً أهمية سعي الفنادق الإسلامية للحصول على أعلى المعايير العالمية في مجال السياحة والضيافة.

قيم ومعايير

من جانبه، قال نائب رئيس المبيعات والتسويق في فندق «تماني مارينا»، رودي غوردن، إن «هناك رضا كبيراً عن مفهوم الفنادق التي تدعم القيم الإسلامية»، مضيفاً أنها تقدم مفهوم الضيافة العربية الأصيلة، للوصول إلى الأسواق العالمية.

وأكد أن «الفندق لا يقدم مشروبات كحولية، كما أن رؤيته مزيج دقيق من القيم الإسلامية والالتزام بالمعايير العالمية المعترف بها دولياً في السياحة والضيافة، وتقديم الخدمات الشخصية، إضافة إلى طموح بأن يصبح علامة دولية».

وكشف عن أن «الفندق حقق في الربع الأول من العام الجاري أداء قوياً مع مستوى عالٍ بلغ 100٪»، مشيراً إلى أنه من غير المألوف أن تكون نسب الإشغال في الفنادق الإسلامية مستقرة في حدود 90٪ مع بدء موسم الإجازات في دول مجلس التعاون الخليجي.

واضاف أن «(تماني مارينا) الذي يقدم نموذج الفنادق الإسلامية موجّه لجميع الديانات»، مؤكداً استقبال سياح من نحو 45 منطقة جغرافية مختلفة، في خطوة يشجع عليها الفندق للوصول إلى السياح من أنحاء العالم.

وأوضح أن «هناك فرصاً قوية لاستثمار فندقي وسياحي في المنطقة، قائم على تزويد العملاء والعائلات بإقامة آمنة ومريحة، إضافة إلى التركيز على تقديم التراث الغني لمنطقة الشرق الأوسط».

خالٍ من الكحول

وشهدت دبي أخيراً إنشاء فنادق اتبعت معايير إسلامية في تقديم الخدمات لنزلائها مثل فندقي «تاج بالاس دبي»، و«روز ريحان روتانا» التابع لمجموعة روتانا للفنادق.

وقال المدير الإقليمي للمبيعات والتسويق في روتانا دبي والإمارات الشمالية، نعيم دركزللي، إن «نسب الإشغال في (روز ريحان روتانا) تجاوزت 70٪ خلال الربع الأول من العام الجاري»، لافتاً إلى إقبال كبير من سياح خليجيين، خصوصاً العائلات.

وبين أن «الفندق استفاد من موقعه وخدماته، إضافة إلى كونه أعلى فندق في العالم لجذب الزوار على الرغم من افتتاحه أخيراً».

بدورها، قالت مديرة المبيعات والتسويق في فندق تاج بالاس دبي، رولا فرل، إن «النسبة الأعلى من زوار الفندق يأتون من دول مجلس التعاون الخليجي»، مؤكدة أن «نسب الإشغال في الفندق عالية، وتشهد ارتفاعاً خلال الأعياد والإجازات».

وذكرت أنه «تم الاستناد إلى رغبة مالك الفندق، في طرح نموذج فندقي جديد في دبي لا يقدم المشروبات الكحولية»، مشيرةً إلى أن «المنافسة في قطاع الفنادق أصبحت قوية جداً، وبالتالي فإن تقديم خدمات جديدة أو مميزة تعتبر عاملاً أساسياً لاستمرار النجاح».

وأوضحت أن «قطاع الضيافة الإسلامية مفهوم جديد في مجال الفنادق ويعد ملائماً لشريحة كبيرة من السياح الزائرين للدولة».

معايير إسلامية

وفي السياق ذاته، قال مدير عام مجموعة فنادق الجوهرة، هاني لاشين، إن «الفنادق الإسلامية تمتنع عن تقديم الخمور، وتوفر الطعام الحلال، وتطلب من الموظفات العاملات فيها الالتزام بالزي العربي التقليدي، إضافة إلى عدم وجود مراقص ونوادٍ ليلية».

وأكد أنها تلتزم كذلك ببرمجة شبكة الاستقبال التلفزيوني بما يتناسب والمبادئ الإسلامية، كما أنها تتعامل مع المصارف الإسلامية فقط، وتدفع نسبة زكاة سنوية عن أرباحها، وتحبذ أن يستخدم موظفوها عبارات ترحيب إسلامية مثل «السلام عليكم» بدلاً عن عبارتي «صباح الخير»، و«مساء الخير» التي تلفظ بالإنجليزية.

وأوضح أن «الفنادق الإسلامية تتضمن حمامات سباحة، ونوادي رياضية خاصة بالسيدات، للحفاظ على خصوصية العائلات، إضافة إلى غرف خاصة بالعائلات في المطاعم، وتوفير موظفات لخدمة السيدات».

وأكد أنه «على الرغم من أن 60٪ من موظفي الفندق غير مسلمين، فإنهم يتقنون فنون التعامل والترحيب بالزوار وفق أصول الضيافة الإسلامية، ما يؤكد أن الفندق يستهدف جميع العملاء بصرف النظر عن دينهم».

تويتر