Emarat Alyoum

٪40 تراجع إيجارات الفلل في محيط أبوظبي ‏

التاريخ:: 18 أبريل 2010
المصدر: عبير عبدالحليم - أبوظبي
٪40 تراجع إيجارات الفلل في محيط أبوظبي ‏

تراجعت إيجارات الفلل في المدن الجديدة المحيطة بأبوظبي بنسبة تصل إلى 40٪ خلال الشهر الجاري مقارنة بديسمبر الماضي، في حين تراجعت إيجارات الفلل السكنية داخل مدينة أبوظبي بنسبة تراوح بين 10 و15٪.

اقتناع الملاك

 

قال مدير فرع شركة «الغانم للوساطة العقارية» في مدينة خليفة، أحمد الظبياني، إنه «حتى الآن لاتزال إيجارات الفلل في أبوظبي نفسها مرتفعة مع حدوث انخفاض بسيط يراوح بين 10 و15٪، حيث لاتزال أبوظبي محتفظة بجاذبيتها كمكان مفضل للسكن بالنسبة للشركات والعائلات والعزاب، خصوصاً في ظل توافر وسائل المواصلات والمراكز التجارية والخدمات الأساسية.

ولفت إلى أن بعض الملاك داخل أبوظبي بدأوا يقتنعون بأن الإيجارات تتجه إلى انخفاض وبدأوا يوافقون على إيجار بقيم أدنى، وذلك بعد مضي عدة أشهر رفضوا فيها التأجير وفضلوا ترك الفلل خالية.‏

وأرجع خبراء ومسؤولو مكاتب عقارية التراجع إلى تسليم عشرات الفلل، خصوصاً في مدن خليفة (أ) وخليفة (ب) ومحمد بن زايد، ما أدى إلى زيادة العرض عن الطلب، فضلاً عن الحملات إلى تشنها بلدية أبوظبي ضد تقسيم الفلل، ما أدى إلى عدم الإقبال على اختيارها من جانب الشركات سكناً لعمالها وموظفيها.

وفي الوقت الذي تصاعدت المخاوف من تأثر الاستثمار العقاري سلباً بانخفاض الإيجارات، أكد عضو مجلس إدارة غرفة الصناعة والتجارة في أبوظبي الشيخ مبارك بن حم ذلك أن العائد على الاستثمار لايزال جيداً، وأن انخفاض الأسعار يمثل رجوعاً للسوق إلى حالتها الطبيعية.

 خارج أبوظبي

وتفصيلاً، قال مدير عام شركة إلكترونيات في أبوظبي، محمد العيداني، إنه انتقل من السكن في شقة في أبوظبي إلى فيلا في مدينة خليفة (أ) بعد انخفاض الإيجارات هناك بنسب تجاوزت 40٪، لافتاً إلى أن «الإيجارات في أبوظبي لاتزال مرتفعة للغاية، فضلاً عن الازدحام المروري الكبير، ما جعلني أفضل الخروج من المدينة والسكن في مساحة أكبر، خصوصاً مع مجيء أسرتي للعيش معي».

وقال مسعود هاشم، وهو موظف في دائرة محلية في أبوظبي، إنه يبحث الانتقال للعيش خارج العاصمة بعدما سمع عن تدني الإيجارات خارجها، لافتاً إلى أنه بدأ بالفعل الاتصال بشركات عدة للوساطة ليدرس إمكانية انتقاله للعيش في شقة أو فيلا صغيرة، داعياً إلى توفير الخدمات في هذه المدن لجذب المزيد من السكان إليها.

تراجع كبير

من جانبه، قال مدير فرع شركة «الغانم للوساطة العقارية» في مدينة خليفة، أحمد الظبياني، إن «إيجارات الفلل تراجعت في مدينتي خليفة (أ) وخليفة (ب) ومدينة محمد بن زايد بنسبة تصل 40٪ مقارنة بنهاية العام الماضي، نتيجة لتزايد المعروض بعد تسليم عشرات الفلل الجديدة».

وأضاف أن «عدداً كبيراً من أصحاب الفلل في العاصمة يلجأون إلى تأجير الفيلات السكنية التي يقيمون فيها ويؤجرون فيلات في المدن الجديدة المحيطة بأبوظبي بعد انخفاض الإيجارات هناك»، لافتاً إلى أن «انخفاض إيجارات الفلل في أبوظبي لايزال محدوداً، فضلاً عن ارتفاع القيم الإيجارية للفيلات داخل المدينة مقارنة بأسعار الفيلات خارجها».

وأوضح الظبياني أنه «أصبح من المربح بالنسبة لكثيرين أن يؤجروا فيلاتهم في أبوظبي التي يصل إيجارها إلى نصف مليون درهم سنوياً، لينتقلوا بعد ذلك للسكن في فيلا في المناطق الجديدة بإيجار يصل إلى 180 ألفاً في المتوسط ترتفع إلى 220 ألفاً بحسب حجم الفيلا والتشطيبات».

وأشار إلى وجود وفرة في المعروض من الفلل في المدن الجديدة، حيث أصبح من السهل استئجار فيلا في المدن الجديدة مكونة من أربع غرف وغرفة للخادمة بسعر يصل إلى 220 ألف درهم سنوياً على الأكثر، مقابل 350 ألفاً خلال العام الماضي، لافتاً إلى أنه من المتوقع حدوث مزيد من الانخفاض في إيجارات الفلل خلال الفترة المقبلة.

كثرة المعروض

من جهته، رأى مسؤول العقارات في «شافكو للوساطة العقارية»، عماد عبدالحميد، أنه «أصبح من السهل حالياً تأجير فيلات سواء داخل مدينة أبوظبي أو خارجها من دون الحاجة إلى شركة وساطة عقارية كما كان يحدث من قبل، نظراً لكثرة المعروض وانخفاض الأسعار بنسب تصل إلى 40٪، حيث انخفضت الإيجارات من 350 ألفاً في المتوسط للفيلا ذات الحجرات الخمس في مدينتي خليفة (أ) و(ب) ومنطقة محمد بن زايد، ومناطق مثل الروضة والكرامة إلى حدود 200 ألف درهم للفيلا.

وقال إن «الأشهر الماضية شهدت تسليم مشروعات كثيرة في المدن المحيطة وعلى أطراف المدينة نفسها في أبوظبي، خصوصاً مشروعات الغولف وشاطئ الراحة وجزيرة الريم، فضلاً عن تسريح بعض العمالة وعدم استقدام عمالة بمعدلات عام ،2008 الذي شهد طفرة في استقدام العمالة أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعي».

ولفت إلى أنه «من السهولة ملاحظة انخفاض نشاط الوساطة العقارية ونشاط التأجير بصفة عامة، حيث انخفض عدد حركات تسجيل العقود في البلدية عندنا إلى عقد أو اثنين على الأكثر يومياً في الوقت الراهن مقابل معاملات كانت تراوح بين 10 و15 معاملة في فترات سابقة».

وذكر عبدالحميد أن «من يمتلك سيولة حالياً لديه فرصة لشراء الفيلات بدلاً من استئجارها»، موضحاً أن «سعر الفيلا المقامة على قطعة أرض مساحتها 40 ألف قدم مربعة انخفض من ثمانية ملايين درهم إلى 5.5 ملايين درهم على الأكثر».وبين أن «تراجع السيولة المتوافرة في السوق أنهى المضاربات تماماً، فضلاً عن تعرض المستثمرين لمشكلات عنيفة مع البنوك أدت إلى سحب أراضي البناء منهم».

تشطيبات فاخرة

بدوره، قال مسؤول العقارات في شركة «المميز للوساطة العقارية»، حسن حمادي، إن «انخفاض قيم الإيجارات امتد ليشمل جميع المدن والمناطق خارج أبوظبي مثل الشامخة وبني ياس، إلى جانب المدن الجديدة».واستطرد «أصبح المستأجرون يترددون قبل استئجار الفيلات في الوقت الراهن وسط توقعات باستمرار الانخفاض، حيث يوجد فيلات كثيرة خالية بانتظار التأجير».ولفت إلى إن «المالك أصبح يعرض في البداية تأجير فيلا بتشـطيبات فاخرة مقابل 350 ألفاً في البداية ثم يقبل في النهاية التأجير بسعر يراوح بين 180 و200 ألف على الأكثر».

وتوقع حمادي أن يتراجع الاستثمار العقاري بشدة خلال الفترة المقبلة، بعد انخفاض القيم الإيجارية مع ارتفاع تكلفة البناء أخيراً بفعل ارتفاع سعر الحديد».

تراجع طبيعي

إلى ذلك، قال عضو مجلس إدارة غرفة الصناعة والتجارة في أبوظبي، الشيخ مبارك بن حم، إن «التراجع القائم حالياً طبيعي للغاية، ومن المتوقع حدوث انخفاض طفيف آخر خلال الفترة المقبلة في ضوء بدء تطبيق القانون الجديد الخاص بمنع تقسيم الفيلات»، لافتاً إلى أن «الوضع الحالي هو الوضع الطبيعي، وليس الارتفاع غير المبرر الحاصل من قبل».

وقلل من احتمالات تراجع الاستثمار في القطاع العقاري نتيجة لتراجع القيم الإيجارية، مؤكداً أن «العائد على الاستثمار العقاري لايزال جيداً للغاية».

وتوقع بن حم حدوث استقرار في الإيجارات حتى نهاية العام بعد الانخفاضات، مشيراً إلى أن «الفترة المقبلة ستشهد إعلان مؤشرات جيدة للاقتصاد تساعد على استقرار الإيجارات».‏