‏‏«الإمارات» تعتزم توفير ماكينات لإنهاء إجراءات السفر في مترو دبي

‏شركات طيران تسعى إلى تنشيط القطاع بتعزيز رفاهية المسافرين‏

السفر على الدرجة الأولى شهد تراجعاً وصل إلى 35٪ العام الماضي. غيتي

تعتزم شركات الطيران ووكالات السياحة والسفر العاملة في الدولة التوسع خلال العام الجاري في إدخال خدمات وتقنيات حديثة من أجل تسهيل السفر وإتاحة المزيد من الرفاهية والراحة للمسافرين.

وتوقع مسؤولو شركات طيران ووكالات سياحة أن يسهم إدخال المزيد من هذه الخدمات في تنشيط حركة السفر وزيادة الحجوزات بنسب تزيد على 20٪ بعد ظهور بوادر للنمو في قطاع السياحة والطيران، بعد عام صعب شهد فيه قطاع السياحة والسفر تراجعاً نتيجة لتداعيات الأزمة المالية العالمية.

وأوضحوا أن هناك تركيزاً على تعزيز الخدمات الموجهة لركاب الدرجة الأولى، بهدف تشجيع السفر عليها بعد أن شهدت تراجعاً في الإقبال بنسبة تصل إلى 35٪ العام الماضي نتيجة للأزمة العالمية، ما دعا الشركات لابتكار وسائل جديدة لجذب المسافرين.

«الاتحاد» تراقب حالة المسافرين الصحية

قال مدير العمليات بشركة الاتحاد للطيران، ريتشارد هيل، إن «الناقلة بدأت الترتيبات اللازمة لإدخال تكنولوجيا جديدة العام الجاري على متن طائراتها المستخدمة للرحلات البعيدة، تستهدف مراقبة الظروف الصحيّة للمسافرين، واكتشاف أي إشارات تدل على إصابتهم بمشكلات صحيّة قد تتطلب عناية طبية عاجلة».

وتابع «النظام الجديد الذي يُسمّى (تيمبوس آي سي)، يتيح لأفراد الطاقم جمع المعلومات المهمة حول الظروف الصحيّة للمسافرين بطريقة سريعة، وتغطي تلك البيانات مجموعة كاملة من المسافرين، بما في ذلك ضغط الدم وحالة القلب، ويتم بثّ تلك المعلومات إلى فريق طبّي من الخبراء المتخصصين بتقديم المساعدة في الظروف الطبيّة الطارئة على متن الرحلات».

وأشار هيل إلى أن «الناقلة تولي أهمية خاصة لتوفير خيارات ترفيهية متنوعة في الدرجة الأولى، منها أكثر من 600 ساعة من الترفيه، وتشمل أفلاماً وبرامج تلفزيونية، ومكتبة للأغاني تحوي ما يزيد على 450 ألبوماً».

وكانت الاتحاد للطيران أطلقت أخيراً نظاماً حديثاً للترفيه على متن طائراتها يضم مقابس لتشغيل وشحن أجهزة «آي بود» في كل مقعد من مقاعد الطائرة، إلى جانب مقبس إضافي في مقاعد الدرجة الأولى ورجال الأعمال لإمكانية توصيل أجهزة أخرى مثل «دي في دي»، «إم بي 3»، وغيرها من جهاز الترفيه على متن الطائرة، فضلاً عن واجهة تشغيل تفاعلية سهلة الاستخدام، متوافرة باللغتين العربية والإنجليزية.

وأوضح أنه «تم إضافة خيار لمسافري الدرجة الأولى لاستخدام ما يشبه خدمة الغرف في الفنادق، إذ أصبح في إمكان المسافر الاتصال هاتفياً من جناحه الخاص بأحد أفراد طاقم الضيافة للحصول على أي مساعدة يرغب فيها، كما تم توفير مدخل لألعاب الكمبيوتر يشتمل على 60 لعبة يمكن للاعبين تصميم أرشيفهم الخاص ودعوة مسافرين آخرين لمشاركتهم اللعب».

ماكينات السفر

وتفصيلاً، قال نائب رئيس أول دائرة خدمات المطار في «طيران الإمارات»، محمد مطر، إن «الناقلة اتفقت مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي على وضع ماكينات خاصة لإنهاء إجراءات السفر في بعض محطات مترو دبي العام الجاري للتخفيف من الازدحام والتيسير على المسافرين»، مؤكداً أن «هذه الخدمة ستتوافر لجميع المسافرين على مختلف الدرجات».

وأضاف «نجحت تجربة تخصيص كاونترات لإنهاء إجراءات السفر للمسافرين بأمتعة ذات حجم كبير في مواقف السيارات، بحيث لا يضطروا إلى نقل هذه الأمتعة إلى داخل المبنى، وخصصت «طيران الإمارات» طابقاً كاملاً لقاعات الانتظار الفخمة لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، بطاقة استيعابية تصل إلى 2300 راكب دفعة واحدة، وتتضمن مرافق (سبا) كاملة، أيضاً هناك قاعات في قسم المغادرين للركاب من الأطفال الذين يسافرون من دون مرافق بالغ، وأخرى لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تقدم لهم خدمات تساعدهم على السفر بسهولة».

وأكد أنه «سيتم السماح باستخدام الهواتف المتحركة في جميع طائرات أسطول الشركة البالغ عددها 145 طائرة خلال الأشهر المقبلة، مقابل 69 طائرة فقط حالياً، ما يتيح لجميع المسافرين، خصوصاً رجال الأعمال، إنهاء أعمالهم بسهولة ويسر من دون تأجيل أثناء السفر».

وأوضح أن «إحصاءات شركة طيران الإمارات تشير إلى ارتفاع عدد مستخدمي الهواتف النقالة من 100 ألف مستخدم في أبريل 2008 إلى 1.7 مليون مستخدم في أبريل الماضي»، مشيراً إلى أن «الناقلة ستستثمر 27 مليون دولار (نحو 100 مليون درهم) خلال الأشهر المقبلة من أجل تزويد جميع طائرات أسطولها بنظام (إيروموبايل) المتعلق بتوفير خدمات الهواتف المتحركة في الأجواء».

وقال مطر إن «الشركة حريصة على تدعيم خدماتها الترفيهية، خصوصاً في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، حيث لاحظت أن معظم رحلات الطائرة إيرباص إيه 380 التي تتميز برفاهية عالية تتمتع بحجوزات عالية ومعظمها كاملة العدد».

يشار إلى أنه توجد وحدتا (سبا) للاستحمام في الأجواء في طائرات «طيران الإمارات» من طراز إيرباص إيه ،380 وتحتل أجنحة الدرجة الأولى الـ14 مقدمة المقصورة العليا، ويتضمن كل جناح مقعداً مريحاً يتحول إلى سرير مستوٍ بالكامل به تجهيزات لتدليك الجسم، وباب يفتح ويغلق بالكهرباء، ومنضدة واسعة للعمل وتناول الطعام، وثلاجة صغيرة وشاشة كبيرة تعرض برامج ترفيهية متنوعة.

تطوير الخدمات

وأضاف مطر «سياسة طيران الإمارات القاضية باستثمار ملايين الدولارات لتطوير طائراتها، ووضع أحدث المنتجات الجوية على الرحلات الطويلة بصفة خاصة، مستمرة على الرغم من الأزمة العالمية، وستتوسع الشركة العام الجاري في تزويد الطائرات البوينغ التي تمتلكها بنظام الترفيه الجوي الرقمي المتطور ذي الشاشة الواسعة (آيس ديجيتال وايد سكرين)، الذي يضع أمام كل راكب في جميع الدرجات أكثر من 1000 قناة ترفيهية حسب الطلب على شاشة الفيديو الشخصي، بالإضافة إلى إمكانية إرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية القصيرة».

وكانت «طيران الإمارات» أدخلت أخيراً تسهيلات ووظائف جديدة ضمن النظام الترفيهي، منها «ماي يو اس بي»، التي تتيح للركاب مشاهدة الصور التي التقطوها على شاشة الفيديو الشخصي أمامهم أثناء الرحلة، و«ماي بلاي ليست» التي توفر لهم اختيار ما يحلو لهم سماعه من المقطوعات الموسيقية ووضعه في قائمة خاصة.

وأكد مطر أن «الشركة ستستمر خلال الأشهر المقبلة في تركيب النظام على جميع طائراتها تدريجياً، كما تسمح الخدمة الجديدة للركاب أيضاً بإرسال واستقبال رسائل نصية قصيرة برسوم وفق معدلات خدمة التجوال الدولية، ويتم تحميل التكلفة على فواتيرهم الشهرية مثل أي مكالمات، وسوف يتم قريباً الاستفادة من الإمكانات الكاملة لأجهزة (بلاك بيري) وخدمة نقل البيانات بتقنية حديثة».

يشار إلى أن طيران الإمارات تستثمر بكثافة في إنشاء صالات خاصة بركابها في مطارات خارج مقرها الرئيس في دبي، حيث استثمرت حتى الآن ما يزيد على 230 مليون درهم في إنشاء 26 صالة عبر شبكة خطوطها في العالم.

خدمات جديدة

من جهته، قال المدير العام لشركة «آيلاند للسياحة والسفر»، معتز ارصد، إنه «تم للمرة الأولى العام الجاري إدخال خدمة التعرف إلى حالة الجو في الدولة التي سيتم السفر إليها، فضلاً عن معرفة قيمة العملة، مع توفير خدمة النقل من وإلى المطار مجاناً لركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، وبمقابل مالي لركاب الدرجة السياحية».

وقال المدير العام لشركة «أماديوس الخليج»، غلام صالح البلوشي، إن «الشركة بدأت برنامجاً شاملاً الشهر الجاري بالتعاون مع بعض وكالات السفر والسياحة في الدولة يستهدف التيسير على المسافرين عن طريق إبلاغهم بكل التطورات المتعلقة بعمليات السفر ومواعيد إقلاع الطائرات وأي تغييرات طارئة، خصوصاً إذا كان العملاء خارج الدولة، عن طريق إرسال رسائل نصية قصيرة لهم».

ولفت إلى أن «هناك نمواً في عمليات السفر والسياحة منذ بداية العام الجاري في أنحاء الدولة، لكن التحسن لا يزال بطيئاً، ومن المتوقع أن ينمو القطاع بنسبة 10٪ خلال النصف الثاني من العام الجاري».

تراجع «الأولى»

من جانبه، قال المدير العام لشركة «بن صالح للسفر»، حسين عطا الله، إن «شركات الطيران تركز على تطوير خدماتها، وخصوصاً الموجهة لمسافري الدرجة الأولى، خصوصاً بعد أن انخفضت نسبة المسافرين على هذه الدرجة بنسبة 35٪ العام الماضي بعد الأزمة المالية واتجاه الشركات الكبيرة لتقليص نفقات السفر».

وأشار مدير المبيعات والتسويق في شركة «سفر للسياحة والسفر»، إسماعيل جحا، إلى أن «إدخال الخدمات الجديدة في القطاع يأتي في إطار المنافسة بين شركات الطيران على توفير أفضل الخدمات، مثلما هناك منافسة شديدة بين الشركات في أسعار التذاكر والعروض التي تقدمها»، لافتاً إلى أن «الخدمات الجديدة ستسهم في زيادة الإقبال على السفر بنسبة تصل إلى 20٪».

وأضاف أنه «أدخلت شركة طيران بريطانية خدمات المساج والتدليك لركاب الدرجة الأولى، ثم اضطرت لوقفها نتيجة لتفاقم تداعيات الأزمة العالمية وما تسببت فيه من ضغط على النفقات، في الوقت الذي انخفض فيه عدد مسافري الدرجة الأولى».

وقال إن «عدداً كبيراً من شركات السياحة والسفر بدأ توفير خدمات المواصلات مجاناً إلى مطاري أبوظبي ودبي، في إطار العروض التي تشمل تذاكر السفر والفنادق والاستقبال بالمطار بهدف تشجيع سياحة العائلات».‏

تويتر