تحذيرات من عدم صلاحية مياه الخليج لـ«التحلية» خلال سنوات

قال الخبير الزراعي، والمدير العام لشركة «الغالية» الزراعية، الدكتور أشرف عمران، إن «نحو 100 سفينة تمر في الخليج العربي يومياً، ملقية بما يصل إلى نحو ثمانية ملايين غالون من مادة (المازوت)»، محذراً من أن «مياه الخليج لن تصلح لـ (التحلية)، خلال سنوات قليلة، فضلاً عن عدم صلاحيتها لتكاثر الثروة السمكية» .

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، أن «الخسائر المباشرة التي تتكبدها الدول العربية سنوياً، بسبب التدهور البيئي تصل إلى نحو 20 مليار دولار (73.5 مليار درهم)، موضحاً أن «الدول العربية في حاجة شديدة إلى تنفيذ حملات موسعة لـ(التشجير البيئي)، للحد من التدهور السريع في استنزاف الموارد الطبيعية الذي تشهده عملية التنمية الاقتصادية في الدول العربية».

وقال إن «دراسات علمية تؤكد أن الدول العربية من أكبر المتضررين من التغييرات المناخية»، مشيراً إلى أن «تلك الدراسات تتوقع ارتفاع المعدل الحراري في الدول العربية من 40 درجة مئوية الآن، إلى 45 درجة مئوية بحلول العام 2100». وقال إن «خسائر الدول العربية من التغييرات المناخية تزيد سبع مرات على تكلفة الوقاية من الآثار البيئية الضارة».

وبيّن أن «قائمة الخسائر الاقتصادية المباشرة للتدهور البيئي في العالم العربي، تشمل فقدان أكثر من 500 ألف فدان من أجود الأراضي الزراعية في (دلتا مصر)، التي يقطن فيها نحو 16٪ من السكان»، لافتاً إلى «احتمال تعرضها للغرق».

وكشف أن «مجمل الدول العربية مسؤولة عن 6٪ من إجمالي الملوثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض، في حين تتسبب كل من أميركا والصين في نسبة 25٪من الملوثات لكل منهما».

وأرجع التلوث الذي يشهده الكثير من الدول العربية، إلى «الطفرة الصناعية، ومعدل النمو الاقتصادي لكثير من البلاد، فضلاً عن تغير نمط الاستهلاك للسكان، ما يخلف ملوثات جوية ونفايات صلبة».

وأوضح أن «السباق المحموم لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية الضخمة التي تتطلبها عملية النمو، باستخدام الأسمدة لزيادة إنتاجية المحاصيل، وكذلك استخدام المبيدات الضارة للوقاية من الآفات الزراعية، أدى إلى هدر كميات كبيرة من الموارد المائية، ما تسبب في حالة من الإجهاد البيئي، وضاعف من حجم مشكلة التلوث البيئي»، مضيفاً أن «الدعوة للحفاظ على البيئة لا تعني وقف عجلات التنمية، وإنما الاهتمام بتطور العلاقة بين الإنسان والبيئة بالصورة التي تسهم في الحد من استنزاف الموارد، وتقليل الملوثات».

وقال عمران إن الإنسان يحتاج خلال اليوم الواحد إلى نحو 14 متراً مكعباً من الهواء»، موضحاً أن «سيارة واحدة تسير لمسافة 50 كيلومتراً، بسرعة لا تتعدى 90 كيلومتراً في الساعة، تنتج نحو لتر واحد من غاز ثاني أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، وأكسيد الرصاص، التي لاتزال من أخطر الملوثات على الصحة، رغم توافر البنزين الخالي من الرصاص، في حين تمتص الشجرة الواحدة المتوسطة، ما لا يقل عن لترين من ثاني اكسيد الكربون يوميا»، داعياً إلى «ضرورة فرض رسوم على كل سيارة، تعادل تكلفة زراعة شجرة واحدة، على أن تدفع هذه الرسوم إلى جهاز متخصص في التنمية الزراعية، يتولى عملية التشجير لتحسين البيئة وخفض نسبة الكربون».

وأضاف أن «الدراسات العلمية تشير إلى أن الشجرة التي يصل عمرها إلى 50 سنة، تعطي للمجتمع ما قيمته 200 ألف دولار، غير شاملة ثمن الأخشاب الناتجة، فضلاً عن 64 ألف دولار قيمة امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، و32 ألف دولار قيمة إنتاج نحو 50 طناً من الأوكسجين، و3000 دولار قيمة حماية التربة من الانجراف، وتلطيف درجة حرارة الجو، ما يعني أن الشجرة الواحدة تضيف ما قيمته 299 ألف دولار (1.1 مليار درهم) إلى النشاط الاقتصادي».

وأشار إلى أن «الغطاء النباتي يلعب دوراً مهماً في تلطيف درجة حرارة الجو، مشيرا إلى أن «الطاقة المنعكسة من أرض جرداء تبلغ 35٪، بينما المنعكسة من أرض مكسوة بغطاء نباتي تقدر بـ14٪»، لافتاً إلى أن «ظل بعض الأشجار يخفض درجات الحرارة بين 5ـ6 درجات مئوية، كما فى اشجار (الكافور) و(الزان)، بينما ظل أشجار (الفيكس) يخفض الحرارة إلى نحو 10 درجات مئوية، مقارنة بالجو المحيط».

وقال إن «ذلك يوفر أموالاً كبيرة من فاتورة الطاقة المستخدمة في تكييف المنازل والمكاتب في دول الخليج العربي»، موضحاً أنه «يمكن للأشجار الكبيرة أن تحجز ما بين من 40 ـ 80٪ من الأتربة في الجو، كما تمتص النباتات الضوضاء الصوتية، بنسبة تصل إلى 40٪»، داعياً إلى «زراعـتها على الطرق السريعة أيضا لمنع إزعاج السـيارات».

وقال إن «الحزام الأخضر يحجز ما يوازي 75٪ من الأتربة العالقة شرط اتباع الأسس العلمية فى الزراعة، من حيث دراسة طريقة حركة الرمال، وتحديد اتجاه وسرعة الريح، وأنواع الاشجار المختارة».

وأكد عمران أن «الأبحاث أثبتت أن 150 متراً مربعاً من الأوراق الخضراء، يمكن أن تغطي احتياجات فرد واحد من الاكسجين فى السنة، ما يعني أن شجرة كبيرة الحجم يمكن أن تغطي احتياجات 10 اشخاص في السنة، كما أن حزاماً شجرياً بعرض 30 متراً، يخفض غاز أول أكسيد الكربون بنسبة 60٪».

تويتر