«إعمار» و3 من شركات «دبي القابضة» تبحث توحيد نشاطاتها

الشركتان أكدتا أن توحيد أنشطتهما يعني البدء في مرحلة جديدة من تاريخ الأنشطة العقارية في العالم. تصوير: كريغ سكار

أعلنت كل من شركة «إعمار العقارية» وشركة «دبي القابضة»، أنهما في مرحلة متقدمة من مباحثات تتعلق بنيتهما توحيد النشاطات العقارية لشركات «إعمار» و«دبي للعقارات» و«سما دبي» و«تطوير».

وبدأت الشركتان بالفعل، بمساعدة مستشاريهما الماليين ـ (رويال بنك أوف سكوتلاند بي إم سي) و(ميريل لينش الدولية) ـ بالعمل لإنهاء التقييم التفصيلي لجدوى توحيد النشاطات على النحو المقترح، بما في ذلك تقييم الكيانات المختلفة والهيكل المقترح للصفقة.

وذكر بيان صحافي صادر عن الشركتين، أمس، أنه «مع تقدم المباحثات سوف تتم إحاطة السوق بالمستجدات».

وقال البيان إن «هذه العملية المقترحة تأتي توحيداً للنشاطات العقارية، لتحويل دبي إلى مدينة عالمية رائدة، حيث إن أعمال البناء والتطوير هي المحرك الرئيس للتنمية، وسوف ترتفع دبي بذلك إلى مستوى التحديات الراهنة، بقدر عال من المرونة والقدرة على التجاوب والتفاعل مع الظروف المحيطة».

وأكدت الشركتان أن «توحيد تلك الكيانات العقارية الكبرى، ليس من شأنه فقط الإضافة إلى الانجازات الكبرى خلال العقود الثلاثة السابقة في دبي، ولكنه يعني البدء في مرحلة جديدة في تاريخ الأنشطة العقارية في العالم».

وفيما تتمتع «إعمار»، وهي شركة التطوير العقاري العالمية المدرجة في سوق دبي المالي، بحضور قوي في 36 سوقاً حول العالم، وتعكف على تطوير«برج دبي» أطول مبنى في العالم، فإن لإنجازات «دبي القابضة» دوراً أساسياً في الازدهار الكبير الذي تشهده الإمارة، وبلدان عدة، حيث توجد الشركة في أربع قارات حول العالم من خلال شركاتها العملاقة السبع.

ورأى خبراء اقتصاديون أن مباحثات توحيد النشاطات العقارية بين «إعمار»، وثلاث من شركات «دبي القابضة» هو اتجاه إيجابي، خصوصاً أن توقيته يعد مثالياً، وسيكون له تأثيرات مهمة في الأداء الاقتصادي في الإمارة، خصوصاً سوقي الأسهم والعقارات.

وأكدوا أن الاندماج بين تلك الشركات سيولد عملاقاً عقارياً واقتصادياً جديداً يكون له دور في تعافي القطاع العقاري في الإمارة.

كيان عملاق

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة «دبي القابضة»، محمد القرقاوي: إن «توحيد هذه الشركات الثلاث مع «إعمار» خطوة طبيعية في سياق تطوير النشاط العقاري في دبي، حيث من شأنه أن يوفر مزايا كبرى لكافة الأطراف ذات الصلة». واستطرد «من خلال توحيد هذه الشركات سوف نعطي لهذا الكيان العملاق دفعة قوية، وفرصاً غير محدودة في الأسواق المحلية والعالمية».

وأضاف أنه «سيكون للكيان الموحد استراتيجية واضحة ومركزة، تتمثل في وضع إمارة دبي في مرتبة متقدمة، باعتبارها مركزاً قيادياً عالمياً في مجالي إدارة وتطوير العقارات».

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «إعمار»، محمد العبار: «نؤمن بوجود فرص قوية للتكامل بين «إعمار» والأنشطة العقارية الرئيسة لشركة «دبي القابضة»، مؤكداً أن «المباحثات الموسعة بين الطرفين تدفعها رؤية مشتركة للاستفادة من تجربة نجاح كل منهما، وإيجاد مجموعة من المستويات العالمية، يكون من شأنها المساهمة بشكل فاعل في تطور دبي كمركز عالمي متميز».

وأردف «نحن نتطلع إلى العمل مع شركة «دبي القابضة» بهدف الانتهاء من هذه المباحثات قريباً، والتأكد من إيجاد قيمة مضافة لمساهمي الشركة».

اندماج ضروري

من جانبه، قال مدير الأبحاث في شركة الفجر للأوراق المالية الدكتور محمد عفيفي: إن «الاندماج الذي قد يحدث بين تلك الشركات هو أحد أهم الآليات الضرورية لمواجهة الأزمة المالية العالمية، حيث إن اندماج شركتين عملاقتين يؤدي إلى مزيد من التنظيم للسوق، ويمنع أي تراجع للسوق تأثراً بتداعياتها».

وأضاف «الاندماج وارد منذ بدء الأزمة، لكن الوقت الحالي مثالي لإعلان هذا الاندماج».

وتوقع عفيفي ألا تكون هناك أي آثار سلبية للإعلان في أداء سوق المال، كما توقع ردود فعل إيجابية مع بدء حركة التداول خلال الأسبوع الجاري.

وقال إن «ما ستقوم به الشركتان هو دراسة الاندماج وصوره، والطرق المثالية لتوحيد النشاط العقاري بين الشركتين، ولا يمكن التنبؤ بصورة توحيد الأنشطة الآن، لكن الأمور ستتضح مع إعلان الشركتين نتائج الدراسات التي تجريانها».

ولفت إلى أنه «لا يوجد دور للمساهمين حالياً في مسألة الدراسة، ولا تدخل لقوى سوق المال، ولكن بعد أن تتضح الصورة سيتم عرضها في وقت لاحق على المساهمين».

وحدد عفيفي الخطوات المقبلة في ثلاثة عناصر: «الأول هو الانتهاء من الدراسة والوقوف على سلبيات وايجابيات هذا التوحيد وتأثيره في الأنشطة العقارية والمالية للشركتين، وفقاً لسياسة تنمية موارد الشركتين، وتوضيح تأثير الاندماج في السوق العقارية وسوق المال؛ والعنصر الثاني هو عرض الدراسة على المساهمين من خلال مشروع لدمج أو استحواذ أو أي صورة من صور توحيد الأنشطة أمام المساهمين لإبداء الرأي فيها؛ والعنصر الثالث هو تنفيذ ما يتفق عليه في النهاية والذي يخدم مصالح الشركتين».

وقال «بالنسبة للمساهمين فإن ما يهمهم هو الشفافية وإعلامهم بتفاصيل دراسة الجدوى قبل البدء في تنفيذ ما توصلت إليه الدراسة»، وتابع «إدارة سوق المال لا دخل لها في أعمال الشركة المدرجة لديها، والإعلان الآن هو لتوضيح ما تسعى إليه الشركة؛ ومن ثم، بعد فترة وجيزة سيتم الإفصاح بشفافية تامة عما توصلت إليه نتائج الدراسة، وهو المتوقع من شركتين مهمتين لهما تاريخ كبير في اقتصاد الدولة».

خبر إيجابي

وبين أن ««تأثير قرار توحيد الأنشطة في أداء سهم «إعمار» يتوقف على مدى استقبال المساهم لنبأ التعاون بين الشركتين»، مضيفا «أعتقد أنه خبر إيجابي؛ «إعمار» يمكنها الاستفادة من خبرات وممتلكات «دبي القابضة»؛ والتعاون بينهما لمصلحة السوق العقارية». وقارن عفيفي بين هذا الإعلان، والإعلان السابق للتعاون بين الشركتين، الذي كان يقضي بحصول «إعمار» على أراضي من «دبي القابضة» مقابل أسهم، بأنه مختلف، حيث إن الإعلان السابق لم يكن واضحاً للمساهمين، لأنه كان سيؤدي إلى زيادة عدد الأسهم، وقد يؤثر في سعر السهم بالانخفاض، كما أن «إعمار» كانت ستستفيد من الاتفاق على المدى الطويل، بينما يتضرر المساهم على المدى القصير». وقال عفيفي «الاندماج من خلال توحيد الأنشطة العقارية أمر مختلف تماماً وأفضل للمستثمر، لأن «إعمار» سوف تستفيد من قدرات «دبي القابضة» دون المساس بأسهمها، ما يجعل هذا النشاط توسعياً للشركة، كما أن قرار الاندماج لا يصنعه المساهمون»، موضحاً أن «هذا الإجراء صحيح قانونياً، ومثالي التوقيت، كما أنه يمثل قيمة مضافة للشركتين وللسوق العقارية في الإمارة».

وعن احتمالية إيقاف التداول على سهم «إعمار» حتى تتوضح تفاصيل الصفقة، قال: «لا يمكن بأي حال من الأحوال وقف التداول على أسهم «إعمار» مثلما حدث مع «أملاك» و«تمويل»، هذا أمر مختلف تماماً، بل هو إيجابي للسوق المالية».

بنك عقاري

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «غلف مينا للاستثمارات البديلة»، هيثم عرابي إن «خطة الاندماج بين تلك الكيانات العقارية الضخمة هو أمر مفيد للاقتصاد بشكل مبدئي». مضيفا «لا توجد شركة في الشرق الأوسط تضاهي «إعمار» من حيث جودة منتجها العقاري، وبالتالي فإن المتعاملين مع الشركتين سوف يجنون قوة المنتج من ناحية، ومن جانب آخر سيتمكنون من الاستفادة من المشروعات التي تطورها «دبي القابضة». واستطرد أن «الشركتين ستتحولان إلى أكبر مالك لـ«بنك عقاري» في الإمارة من حيث النشاط العقاري، وحجم المشروعات، ومساحة الأراضي المتاحة للتطوير العقاري». وقال عرابي «سيولد هذا التحالف صانعاً كبيراً للسوق في الإمارة، يمكنه التحكم والسيطرة على الأسعار واستهداف التضخم، وهذا جانب مهم آخر إذا ما استخدم هذا العملاق الكبير نفوذه في هذا الإطار لتنظيم السوق العقارية، وخدمة أهداف الدولة التنموية».

ورأى أن «هذا الدمج سيوجد واحدة من أكبر ميزانيات الشركات في المنطقة، وبالتالي فإنه من المهم أن يتم الاندماج بشفافية عالية، وإفصاح، واتباع معايير الحوكمة في العمل»، مؤكداً أن «الدمج مفيد للمساهمين، لكن لا يجب إغفال معايير حوكمة الشركات عند إتمام عملية الدمج».

دفعة للسوق

رأى الخبير العقاري، طارق رمضان، أن «اندماج الشركات العقارية هو أمر مهم وحيوي وله تأثير إيجابي، حيث يمكنه دفع السوق، ومنحها القوة الكافية لمواجهة التطورات التي تطرأ عليها خلال الأزمات».

وأضاف أن «الاندماج سيزيد الكفاءة التشغيلية للشركتين، من حيث إدارة المشروعات القائمة، والتعاطي مع المشروعات المستقبلية من خلال تقليل التنافس، ولعب دور حيوي في السوق».

بدوره، قال محلل العقارات والإنشاءات في «يو.بي.اس»، سعد مسعود، إن «الاندماج هو الخطوة الصحيحة التي يتعين اتخاذها، وهي محفز مطلوب بدرجة كبيرة، وقد يقود إلى أنشطة استحواذ واندماجات أخرى أوسع نطاقاً».

 

 «إعمار»

تملك «إعمار» 30٪ من أسهم «بنك دبي»، وأكبر الحصص في أسهم شركة «أملاك» للتمويل العقاري، الشركة المتخصصة في خدمات التمويل العقارية الإسلامية في الإمارات، وتدير الشركة أعمالها في 36 سوقاً عالمية ضمن قطاعات متنوعة تشمل مراكز التسوق والضيافة والترفيه والتعليم والرعاية الصحية والخدمات المالية، ويعد أهم مشروعات الشركة مشروع «وسط مدينة برج دبي» التي تحتضن أعلى ناطحة سحاب في العالم «برج دبي».

وافتتحت «إعمار» أخيراً «دبي مول»، وهو أحد أهم وأكبر وجهات التسوق والترفيه في العالم، وتقوم الشركة أيضاً بتطوير مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في السعودية حالياً، وهو أكبر مشروعات القطاع الخاص في المنطقة، والذي يتألف من ست مناطق هي الميناء البحري، وحي الأعمال المركزي، والوادي الصناعي والمنطقة التعليمية، والأحياء السكنية والمنتجعات.

كما تحالفت الشركة مع «جورجيه أرماني» لتعزيز حضورها في قطاع الضيافة، وقامت بافتتاح مؤسسات تعليمية ومراكز صحية في جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشبه القارة الهندية.

«دبي القابضة» 

جاءت انطلاقة مجموعة «دبي القابضة» في عام 2004 لتوفر الأرضية الصلبة التي تقوم عليها نهضة دبي الحديثة، من خلال إطلاقها وتوليها المبادرات والمشروعات الاستثمارية الطموحة، ومشروعات البنية التحتية العصرية الهادفة إلى الارتقاء كمّاً ونوعاً بكل منحى من مناحي الحياة.

وتم إنشاء «دبي القابضة» بهدف توفير مستقبل أفضل للجميع من خلال النشاطات التي تعمل بها، والتي تهدف إلى رفع مستوى المعيشة.

وتتشكل «دبي القابضة» من سبع شركات أعضاء، وهي: «مجموعة جميرا» و«تيكوم للاستثمارات» و«مجموعة دبي» و«مجموعة دبي للعقارات» و«تطوير» و«سما دبي» و«دبي انترناشيونال كابيتال»؛ ومن خلال هذه الشركات أصبح لـ«دبي القابضة» تواجد في أربع قارات من خلال ما يزيد على 250 شركة تابعة.

وقامت شركة «دبي القابضة» تحت شعار «من أجل غد أفضل» بخلق تواجد قوي في ثلاثة عشر نشاطاً مختلفاً، وذلك من خلال تطوير مبادرات سباقة في قطاعات مختلفة تشمل نشاطات التمويل والتطوير العقاري وتكنولوجيا المعلومات والضيافة والطاقة والرعاية الصحية والطيران والاتصالات والصناعة والتقنيات الحيوية والتعليم والسياحة والترفيه والاتصال عن بعد.

وقامت الشركات السبع الأعضاء باتخاذ المبادرة وإطلاق وإدارة شركات في مختلف القطاعات، منها «جميرا ليفنج»، «حديقة الألعاب المائية وايلد وادي»، «مدينة دبي للانترنت»، «مدينة دبي للإعلام»، «قرية دبي للمعرفة»، «مجموعة دبي للاستثمار»، «بنك نور الإسلامي»، «مجموعة دبي للعقارات»، «انجاز»، «سلوان لإدارة العقارات»، «مدينة دبي الطبية»، «يونيفرسال ستوديوز دبي لاند»، «ذي تايغر وودز دبي»، «دبي تاورز»، «منتجع سلام،» «دبي انترناشيونال كابيتال جلوبال ايكويتي» و«دبي انترناشيونال كابيتال برايفت ايكويتي».

 

تويتر