«العربية» تنتقل إلى العالمية وتقتـحم الأسواق الأوروبية

«العربية» تدرس افتتاح محطة ثالثة لها للربط بين مقرّي عملياتها في الشارقة والمغرب. من المصدر

قال الرئيس التنفيذي لشركة «العربية للطيران»، عادل علي، إن «نجاح الشركة في اقتحام الأسواق الأوروبية يثبت متانة ونجاح نموذج العمل الذي تطبقه، والذي مكّنها من أن تتحول خلال خمس سنوات فقط، من شركة محلية للطيران الاقتصادي إلى شركة عالمية تمارس عملياتها عبر رقعة جغرافية شاسعة تمتد من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا، وجنوب ووسط آسيا».

وأوضح لـ«الإمارات اليوم»، أن «(العربية) استطاعت الدخول إلى أوروبا من بوابة الشرق الأوسط المتمثلة بمركز عملياتها في إمارة الشارقة، ومن بوابة شمال إفريقيا من خلال مركز عمليات (العربية ـ المغرب)، حيث أطلقت أولى رحلاتها إلى مطار (ستانسد) في العاصمة البريطانية الأسبوع الماضي». وأكد أن «الشركة ستعمل على توسيع أسطول (العربية ـ المغرب)، الذي يضم الآن طائرتين من طراز (ايرباص إيه 320) لتبلغ مقاصد جديدة تشمل أوروبا، والشرق الأوسط، وإفريقيا». 

وأضاف أن «افتتاح المزيد من وجهات الطيران في أوروبا سيسهم في تلبية الطلب المتنامي على خدمات السفر الجوي بين منطقة الشرق الأوسط والدول الأوروبية»، موضحاً أن «رحلات (العربية) إلى مختلف وجهاتها في أوروبا، ستقدم أفضل خدمات السفر الجوي مقابل أكثر الأسعار تنافسية، والتي بدورها ستسهم في زيادة قيمة الأموال التي ينفقها المسافرون على رحلاتهم من وإلى أوروبا».

وأشار إلى أن «نجاح استراتيجية التوسع الجديدة للشركة، يعني قدرتها على تكيف علامتها التجارية، ونموذج عملها، للدخول إلى أسواق جديدة خارج الإمارات ومنطقة الخليج».

يذكر أن «العربية ـ المغرب» مشروع مشترك بين «طيران العربية»، وبنك «استثمار» البحريني، وشركة طيران مغربية خاصة.

محطة ثالثة

ووفقاً لمصادر في الشركة، فمن المتوقع أن تضيف طيران (العربية ـ المغرب) بين ثلاث إلى أربع طائرات سنوياً إلى أسطولها في المقر الثاني لعملياتها في المغرب، ليرتفع العدد من طائرتين حالياً إلى 16 طائرة خلال السنوات الثلاث المقبلة، وليصبح عدد الوجهات التي تطير إليها من محطة عملياتها في المغرب 16 وجهة نهاية العام الجاري. وأضافت المصادر أن «خطة التوسع ستشمل تسيير رحلات إلى (مارسيليا)، (بروكسل)، (ميلان)، (ليون)، (باريس)، (مدريد)، و(لشبونة)، مشيرة إلى أن «نجاح محطة العمل الثانية في الدار البيضاء يظهر قدرة (العربية) على تنفيذ استراتيجية نمو شاملة في منطقة الشرق الأوسط».

وبحسب المصادر نفسها، فإن «الشركة تدرس افتتاح محطة ثالثة لها في إحدى دول بلاد الشام، لتتمكن من تحقيق الربط المباشر بين مقري عملياتها في الشارقة والمغرب»، لافتة إلى أنه «من غير الممكن لطائرات (إيرباص إيه 320) أن تقطع كامل المسافة بين المقرين دون توقف».

وبينت أن الشركة مرشحة للاستفادة من الأزمة الاقتصادية العالمية، رغم انعكاساتها على صناعة الطيران العالمية، خصوصاً وأن معدل انتشار شركات الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط، لايزال ضعيفاً ولايتعدى نسبة 5٪ من إجمالي حركة الطيران، مقارنة مع نسبة 40٪ في الولايات المتحدة وأوروبا».

منافسة

وعلى الرغم من النجاح الذي حققته «العربية» في اقتحام الأسواق الأوروبية، إلا أن الطريق لن يكون كله مفروشاً بالورود، بسبب المنافسة الشرسة من شركات الطيران الاقتصادي الأوروبية، خصوصاً شركة «إيزي جيت»، التي تسير رحلاتها بين الدار البيضاء وباريس ومدريد.

وتسيّر «العربية» في الوقت الحالي رحلات إلى ثلاث وجهات أخرى في أوروبا هي «اسطنبول» في تركيا ، و«كييف» في أوكرانيا، و«أثينا» في اليونان.

وشـــكلت اسطنبول أول انطلاقة للشـــركة صوب القارة الأوروبية في مايو من العام ،2006 وتسّير «العربية» رحلتـــين أسبوعياً حالياً، حيث بلغ عدد المســـافرين إلى «اسطنبول» 71.68 ألف مسافر، وبلغ معدل إشغال المقاعد خلال الربع الأول من العـام الجاري نحو 84.4٪.

كما بلغ عدد المسافرين على الرحلات الأسبوعية الثلاث إلى العاصمة الأوكرانية «كييف» نحو 10.76 الاف مسافر خلال الربع الأول من العام الجاري، بمعدل إشغال 70٪ خلال الفترة نفسها.

وباشرت الشركة بإطلاق ثلاث رحلات أسبوعية إلى العاصمة اليونانية «أثينا» في أبريل الفائت.

 
103 ملايين درهم الأرباح الربعية

انعكست استراتيجية التوسع الإقليمي التي تطبقها «العربية للطيران» على نتائج أعمال الشركة، ففي الوقت الذي توقع فيه الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، خسائر كبيرة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، بما يزيد على 200 مليون دولار في العام الجاري، أعلنت الشركة أن «أرباحها خلال الربع الأول من العام الجاري، زادت بنسبة 32٪ لتقفز إلى 103 ملايين درهم، مقارنة مع 77 مليون درهم فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي». كما سجلت إيرادات الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري، زيادة بنسبة 21٪ لتقفز إلى 463 مليون درهم، مقارنة مع 383 مليون درهم خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وجاءت الزيادة في الأرباح والإيرادات انعكاساً لزيادة معدلات الإشغال على طائرات الناقلة، والتي ارتفعت إلى 81٪ خلال الربع الأول من العام الجاري، وارتفعت أعداد المسافرين الذين قامت الشركة بنقلهم خلال الفترة نفسها من 757 ألف مسافر خلال الربع الأول من العام الماضي، إلى 951 ألفاً خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة زيادة قدرها 26٪.

وحققت «العربية للطيران» العديد من الإنجازات منذ إطلاقها، حيث تمكنت من الوصول إلى نقطة التوازن من حيث النفقات والإيرادات في أول سنة تشغيل، وفي السنة الثانية أعلنت عن تحقيق أرباح قدرها 32 مليون درهم، وحصلت على الجائزة الفضية بصفتها أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العامين 2004 و.2005 وأحدثت تغييراً جذرياً في قطاع السفر الجوي في المنطقة من خلال أسلوب العمل المبتكر، وتوفير القيمة العالية مقابل المال، والتشغيل الآمن الموثوق، من خلال أربعة عوامل هي: توفير الأسعار المخفضة، وتنمية الأعمال بشكل مربح، وإعداد فرق عمل متعددة المهام، تتوافر لها الحوافز والالتزام بأعلى معايير التشغيل وإدارة التكاليف بدقة متناهية.
تويتر