المدير العام لـ «النقد الدولي» توصي دول المنطقة خلال برنامج «خارطة المال» بفرض تدريجي للضرائب وبنسب مخفضة

لاغارد تدعو الدول النفطية إلى تنويع مصادر الدخل لدوام الإنفاق وتأمين الخدمات

صورة

اعتبرت المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، أن هاجس الدول المصدرة للنفط أصبح تأمين مصادر متنوعة للدخل، تسمح بدوام الإنفاق وبتأمين الخدمات لشعوبها.

وقالت لاغارد في حديث خاص أجرته معها الإعلامية زينة صوفان، ويبث في برنامج «خارطة المال» على تلفزيون دبي مساء اليوم السبت، إن على حكومات المنطقة أن تشرح لمواطنيها المنطق الذي يستند إليه فرض الضرائب، موصية بأن يأتي فرضها تدريجياً، وبنسب منخفضة.

واعتبرت أن عدم اليقين يسيطر على المشهد أوروبياً، وأن المطلوب دولياً هو المحافظة على مكتسبات التجارة وفوائد الابتكار.

تنويع مصادر الدخل

الموارد الأخرى

رداً على سؤال حول نوع الإنفاق الذي قد يدفع الاقتصاد الإماراتي إلى الأمام في مرحلة النفط الرخيص، قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد: «الإمارات.. وتحديداً حيث نجلس الآن.. دبي، وأعتقد أن الأمر ينطبق على أبوظبي التي كان لديها أخيراً وبشكل دائم سياسة تنويع، هي إحدى الدول القليلة المنتجة للنفط التي تريد أن تحتفل باستخراج آخر برميل نفط من أراضيها، وسياسة التنويع هذه تركز بشكل واضح على الموارد الأخرى، وهذا يشمل الكفاءات، وتكوين مركز عظيم يضم بنية تحتية رائعة، وكل هذه الأصول معاً مضافاً إليها فلسفة عامة من الابتكار وتغيير الطرق التقليدية، وتحريك الحدود، ستكون المصادر والموارد لهذا البلد وللمنطقة لاحقاً كما نأمل».

وتفصيلاً، قالت المدير العام لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، إن الهاجس الذي استشعرته لدى وزراء المالية العرب الذين التقتهم في دبي أخيراً، هو تنويع مصادر النمو ومصادر الدخل.

وأضافت في حديث خاص أجرته معها الإعلامية زينة صوفان، ويبث في برنامج «خارطة المال» على تلفزيون دبي مساء اليوم السبت، أن الدول المصدرة للنفط استفادت من وفرة الموارد الناتجة عن النفط أو الغاز أو كليهما، وعليها الآن تنويع المصادر، لتحقيق استدامة التمويل، ومواصلة تقديم الخدمات لمواطنيها.

بناء المرونة

ورداً على سؤال حول النصائح التي قدمها الصندوق من أجل تعزيز المرونة، والاستعداد لمرحلة التضييق الاقتصادي العالمي التي قد تنتج عن قوة الدولار ورفع الفوائد، قالت لاغارد: «رسالتي إليهم كانت بوضوح أن يبنوا داخل أنظمتهم المالية، وداخل اقتصاداتهم، درجة من المرونة، كي يستطيعوا مقاومة الصدمات المحتملة، وأن يكون لديهم دخل من موارد متنوعة، والانتباه إلى أوضاعهم المالية، والتأكد من عدم وجود هدر، وإنما فقط إنفاق واستثمار كفؤ، كسبيل صحيح لمواجهة الوضع».

فرض الضرائب

وأفادت لاغارد بأن الضرائب هي جانب واحد من المعادلة، أما الجانب الآخر فهو الإنفاق العام. وتابعت: «أعتقد أنه خلال فترات الانضباط المالي نحتاج للنظر إلى الجانبين، فمن ناحية الضريبة، نصيحتنا الواضحة كانت تنويع مصادر الدخل، والتأكد من عملية تواصل جيدة، حتى يفهم الناس المنطق خلف ذلك، لاسيما حين تعيش في بلد لم يكن معتاداً على أي نوع من الضرائب، ومن ثم إدخالها تدريجياً على نطاق واسع وبنسبة منخفضة، وفعل ذلك بشكل ثابت ومتماسك بقدر الإمكان، حتى لا يكون هناك تسرب في النظام، ولا يكون هناك عدم توازن بين منطقة وأخرى».

تحديد الأولويات

وأوضحت لاغارد في عرض لها لوجهة نظر صندوق النقد الدولي من رؤية 2030 السعودية، قائلة: «رؤيتنا هي أنه من غير المؤذي أن يكون المرء طموحاً، وأن ما سيكون ضرورياً هو التركيز على ماهية الأولويات، وماهية الطريقة الأكثر كفاءة للتنفيذ، كي يتم استغلال كل إصلاح يتم إدخاله، وعليه فإن تحديد الأولويات والتنفيذ والالتزام بالطموح، ومحاولة الوصول إلى الأهداف، هي مقاربات جيدة للإصلاحات التي يتم النظر فيها».

الوضع المصري

ورداً على سؤال عن الوضع في مصر التي تعيش مرحلة تحول اقتصادي، وارتفاع مستوى التضخم، وتعويم العملة، قالت لاغارد: «هذا هو تقليدياً مسار الأمور.. إنه شاق، وهو تحول يمر به بلد حين يتم تعويم العملة، وحين يتم تبني سياسات جدية لاستعادة الصحة العقلية للاقتصاد، وللوضع العام في البلاد؛ وعليه، فإن من المأمول أنه حالما يتم ذلك ويتم التحول، عندها يمكن للبلد أن يرتد، فينخفض التضخم، ويتمكن البلد من الإبحار ومن الازدهار مع الإصلاحات الهيكلية التي ينبغي أن يتم تبنيها لإطلاق الطاقات الكامنة الهائلة لمصر وللمصريين».

ولفتت لاغارد إلى أن من الصعب التوقع، مع درجة عالية من الجزم، بأن ذلك سيتحقق في وقت ما من العام 2017، قائلة: يبدو لنا أن التطورات الأخيرة التي شهدناها في ما يتعلق بارتفاع قيمة العملة، مؤشرات إلى أن عملية الانتقال تقترب من خواتيمها.

قرارات ترامب

وحول وعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية والمالية، والمخاوف من اندلاع حرب تجارية، قد تفتعلها نوايا ترامب وأفعاله الحمائية المبالغ بها، قالت لاغادر: «ننظر في صندوق النقد الدولي إلى الأفعال والقرارات التي تتخذ، لا إلى المبادئ العامة، والكلام الاستهلاكي والنوايا، ونضيف أي حديث سلبي يتعلق بالتجارة إلى مجموعة المخاطر، لكنها لا ترسم صورة توقعاتنا، وبالطبع فقد رأينا كيف ألحقت الحمائية الضرر بالاقتصادات في تاريخ مجتمعاتنا، ونأمل أن يكون التركيز أكثر على جعل النمو شاملاً، والتأكد من أن تتم المحافظة على فوائد التجارة وفوائد الابتكار، وفي الوقت ذاته مساعدة هؤلاء الناس الذين قد يعانون نتيجة الابتكار، أو التجارة، وهذا هو الجزء الذي لم نركز عليه، ونحتاج إلى تحقيق تقدم واقتراح حلول، لكيلا يشعر الناس بالإهمال».

القرار البريطاني

ورداً على سؤال أيها يقلق أكثر خلال العام 2017، خروج قاس لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو تغير حاد في الخريطة السياسية في أوروبا نتيجة انتخابات مصيرية ستجري العام الجاري، أوضحت لاغارد: «حال عدم اليقين هي التي تقلقنا حالياً على الساحة الأوروبية، ما أصبح مؤكداً هو خروج بريطانيا والجدول الزمني لذلك وفقاً للتصويت في البرلمان البريطاني، لذلك، فإن الأرجح أننا نتجه نحو تلك النتيجة، ونحو خروج قاس لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.. بشكل عام هي حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات المتتالية، والتي تجري في فترة زمنية قصيرة، وتؤثر في دول مثل هولندا، وفرنسا وألمانيا، وهي التي تجعل الأسواق تتساءل حول مدى الاستقرار العام؟».

الاتحاد الأوروبي

وفي تعليق لها على سؤال يتعلق بمدى تأكدها اليوم مقارنة بما كانت عليه منذ عامين، بأن الاتحاد الأوروبي وجد ليبقى، قالت لاغارد إن الاتحاد الأوروبي مر بالعديد من الأزمات على مدار الزمن، وحافظ على وجوده، وعلى بيئة سلمية مقارنة مع الحروب التي تعوّدت عليها الدول الأوروبية.

وأوضحت أن الاتحاد يمر بمرحلة جديدة من عدم اليقين، معربة عن ثقتها بأن الإرادة السياسية ستساعد أوروبا لتكون قوية من جديد، وقوية مرة أخرى.

تويتر