في ظل نظرة سلبية للعملة الأوروبية على المدى الطويل

اليورو يعود للارتفاع مستفيداً من تراجع الدولار

ضخ مزيد من السيولة باليورو إلى الأسواق ضمن برنامج التيسير الكمي يبقي النظرة سلبية عليه. بلومبيرغ

تمكن اليورو خلال الأسبوع الماضي من شطب بعض من خسائره مستفيداً من تراجع الدولار الأميركي، وليتمكن من اختبار مستوى 1.10 دولار لكل يورو (تقريباً 4.03 دراهم لكل يورو).

وأشار مدير شركة «أكتيف تريدس» البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط، جورج البتروني، إلى أن «ارتفاعات اليورو تأتي في ظل تفاعل الأسواق مع بيان الفدرالي الأميركي الأخير، الذي أظهر أن رفع الفائدة قد لا يتم بالسرعة التي توقعتها الأسواق، وهو ما شكل ضغطاً على الدولار الأميركي بشكل عام، ومنح اليورو القوة خلال الفترة الماضية».

وأضاف أن «الهبوط القوي لليورو خلال الفترة الماضية جاء وسط سيطرة لمجموعة كبيرة من البيانات السلبية من أوروبا، مصحوبة بالتوقعات برفع الفائدة الأميركية، لكن هذه العوامل جميعها تم احتواؤها في الأسواق، وهو ما قد يكون فرصة لعمليات تسييل لمراكز سابقة، ما قد يمنح اليورو بعض التحسن خلال الفترة المقبلة أو قد يقلل من وتيرة الهبوط على الأقل».

من جانبه، أشار المدير في شركة «آي سي إم كابيتال» البريطانية، شعيب عابدي، إلى أن «الفترة الحالية تشكل فترة استراحة للاتجاه الهابط لليورو على المدى الطويل والاتجاه الصاعد القوي للدولار الأميركي، في ظل نظرة الأسواق حالياً إلى تأخر في موعد رفع الفائدة الأميركية، وكذلك ترقب الأسواق لانعكاس السياسات التيسيرية التي اتبعها المركزي الأوروبي على الاقتصاد».

وأضاف عابدي أن «مدى وطول هذه الفترة سيكون مرهوناً بالبيانات الاقتصادية ومراقبتها، لاسيما بيانات العمل في الولايات المتحدة، التي يوليها الفدرالي الأميركي أهمية كبيرة، والبيانات الرئيسة في أوروبا، خصوصاً بيانات النمو والتضخم».

وأشار عابدي إلى أن «الاتجاه العام على المدى الطويل لايزال لمصلحة الدولار الأميركي، وسلبياً على اليورو، نتيجة التباين الكبير في السياسات المالية للبنوك المركزية، واستمرار السياسة التيسيرية من المركزي الأوروبي، التي يقابلها توجه للمزيد من التشدد من قبل الفدرالي الأميركي، لكن قد نحتاج بعض الوقت قبل العودة إلى هذا الاتجاه العام، الذي يبقى مرهوناً باحتواء الأسواق للتغيرات على المديين القصير والمتوسط».

وكان البنك الفدرالي الأميركي غير من لهجته في بيانه الأخير، لاغياً كلمة «صبر» التي استخدمها في السابق عند حديثه عن موعد رفع الفائدة الأميركية، تلاه تصريحات رئيسة الفدرالي، جانيت يلين، التي قالت إن إزالة كلمة صبر لا تعني «أننا لسنا صبورين»، وهو ما انعكس على سوق العملات الأجنبية بتقلبات كبيرة تسببت في خسارة الدولار بشكل كبير أمام العملات الأجنبية بشكل عام، وأمام اليورو بشكل خاص خلال الأسبوع الماضي.

إلى ذلك، قال مدير شركة «بال فوركس» للخدمات المعلوماتية، الحسن علي بكر، إن «الخطاب جعل الأسواق تنظر إلى أن رفع الفائدة الأميركية قد يتأخر، وهو ما انعكس بتحركات فورية من قبل المضاربين، وشكل ضغطاً قوياً على الدولار الأميركي».

وأفاد بأن «من المتوقع أن تمنح هذه الحالة اليورو فرصة للتحسن على المدى القصير، لكن هذا الأمر لا يلغي حقيقة أن اليورو ضعيف، وأن المزيد من الهبوط لليورو على المدى الطويل هو الأكثر ترجيحاً، في ظل استمرار السياسات النقدية التيسيرية للاتحاد الأوروبي».

وأشار بكر إلى أن «ضخ المزيد من السيولة باليورو إلى الأسواق ضمن برنامج التيسير الكمي يبقي النظرة سلبية عليه، لما يشكله من زيادة العرض على العملة الموحدة، ما ينعكس بشكل طبيعي على سعر صرف اليورو، والمرحلة الحالية لا تتعدى كونها فترة ارتداد طبيعي قبل إكمال الهبوط».

تويتر