70٪ من موظفي «مايكروسوفت» يعملون في منتجات ذات علاقة بها

الحوسبة السحابية تجسر الهوة المعرفية وتدعم علم الفضاء

الحوسبة السحابية ستمكن ملايين البشر من الاتصال بالإنترنت للمرة الأولى في حياتهم. الإمارات اليوم

نشر موقع فوربس الالكتروني الأميركي، تقريراً عن نظام الحوسبة السحابية، الذي يساعد على ربط أجهزة الكمبيوتر لدى الأشخاص، مع السعات العالية من المخزونات المعلوماتية الضخمة الموجودة لدى مراكز المعلومات.

وأشار إلى أن الحوسبة السحابية تساعد على توفير فرص عمل جديدة، وجسر الهوة بين المدارس الفقيرة والغنية، واتخاذ القرارات، وتوجيه الأجهزة نحو أهداف المستخدم، إضافة إلى إنشاء طرق مبتكرة لإدارة المخزون المعلوماتي، ودعم الرحلات العلمية المقبلة إلى الفضاء، وتبادل الكم الهائل من الصور المخزنة لدى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا).

وقال التقرير إن شركة مايكروسوفت اهتمت بالحوسبة السحابية منذ 15 عاماً، مؤكداً أن 70٪ من موظفي الشركة البالغ عددهم 40 ألف موظف، يعملون في منتجات ذات علاقة بالتقنية الحديثة.

مخزون معلومات

وتفصيلاً، قال التقرير: يعاني مختبر الدفع النفاث لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) مشكلة تدفق كم هائل من المعلومات من مركبتي «مارس روفر»، التي تسير ذاتياً على سطح كوكب المريخ لجمع المعلومات، و«مارس إوربيتور» الفضائية المدارية، إلا أن من الصعب مشاركة تلك المعلومات مع ملايين الباحثين، وهواة الفضاء حول العالم.

بيد أن مؤسسة «ريسك ميتريك» للتحليل المالي، لها مشكلة مختلفة، إذ إن أنشطة أعمالها تأتي على شكل موجات، لهذا فإنها لا تستطيع توفير ما يطلبه منها المتعاملون، خلال فترة الذروة بشكل سريع. كما أن دائرة التعليم في ولاية كنتاكي الأميركية لها مشكلتها، إذ إنها تبحث عن وسيلة اقتصادية لجسر الهوة التكنولوجية بين مدارس المناطق الفقيرة والغنية، وإتاحة الفرصة لمئات الآلاف من طلبة، ومعلمين، وطاقم تدريسي، لاستخدام أدوات اتصال، وموارد تعليمية عالية النوعية.

ولحل مثالي، اتجهت المؤسسات الثلاث إلى نظام ما يعرف بـ«الحوسبة السحابية»، وهي خدمات يتم تقديمها من أجهزة خادمة «سيرفرات» على شبكة الإنترنت إلى المتعاملين.

وتساعد الحوسبة السحابية على ربط أجهزة الكمبيوتر المتوافرة لدى الأشخاص، مع السعات العالية من المخزونات المعلوماتية الضخمة الموجودة لدى مراكز المعلومات، ليحصل الأشخاص على ما يحتاجون إليه من معلومات، بصرف النظر عن المكان الذي يعيشون فيه في العالم، أو أعمالهم التي يمارسونها.

وربما كان هذا هو السبب الرئيس وراء اهتمام شركة مايكروسوفت بهذه «الحوسبة» لأكثر من 15 عاماً، وهو تاريخ يعود إلى الوراء، إبان ابتكار خدمة البريد الإلكتروني «هوتميل»، التي يستخدمها حالياً أكثر من 360 مليون مستخدم، إضافة إلى خدمة «إكسجينج»، وهي عصب البريد الإلكتروني الذي يستخدمه الملايين من رجال الأعمال حول العالم.

وربما كان هذا أيضاً السبب في استثمار 9.5 مليارات دولار في الأبحاث والتطوير العام الجاري، أكثر مما تنفقه أي شركة في العالم، في الوقت الذي يخصص فيه معظم هذا المبلغ للإنفاق على الحوسبة السحابية.

وحالياً، نجد أن 70٪ من مهندسي «مايكروسوفت» البالغ تعدادهم 40 ألف موظف يعملون في منتجات ذات علاقة بالحوسبة السحابية، وبحلول العام المقبل ستتزايد نسبتهم لتبلغ 90٪.

فوائد الحوسبة السحابية

ونلاحظ أن هناك خمسة أبعاد ترتبط بالعمل في الحوسبة السحابية، إضافة إلى تأثيرها في حياة الناس، فهي توفر فرصاً ومسؤوليات لأي شخص يتمتع بأفكار جيدة، يستطيع من خلالها الوصول إلى المتعاملين في أي مكان في العالم، إضافة إلى مسؤولية احترام خصوصية الآخرين في أي مكان ووقت.

كما تساعد الحوسبة السحابية الناس على التعلم، واتخاذ قرارات، من خلال توجيه الكمبيوتر إلى فهم ما نحاول إنجازه، ليرسل بدوره المعلومات والتطبيقات التي تتناسب مع أهدافنا.

وتساعد الحوسبة السحابية على ترقية التفاعلات المهنية والاجتماعية، من خلال الربط مع أشخاص للعمل بأسلوب مريح ومنتج، كما تقود إلى التوصل إلى أساليب أكثر ذكاء، لنقل تجارب معينة إلى أشخاص يحتاجون إليها.

ويساعد هذا النظام على تسريع التطور في نظام تكنولوجيا «الجهاز الخادم»، والذي بدوره يدفع التحسينات في الحوسبة السحابية إلى الأمام، في وقت يتم العمل فيه على إنشاء طرق مبتكرة لإدارة المخزون المعلوماتي، للتعامل مع مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر المرتبطة مع بعضها بعضا.

كما أن الارتباط بالحوسبة السحابية، مرتبط باعتقاد جازم بأن هذا النظام سيوفر فرصاً واسعة لنمو نظام «مايكروسوفت»، ويزيد عدد المتعاملين الذين يمكن الوصول إليهم، ما يساعد على توصيل منتجات وخدمات جديدة، ستزيد بالتالي من العوائد والأرباح.

وعندما تسود تكنولوجيا الحوسبة السحابية، فإن جميع الشركات من المبتدئة إلى العملاقة، ستتمكن من توفير قدرات إلكترونية يحتاج إليها موظفوها، للوصول إلى المتعاملين في جميع أنحاء العالم.

ومع وجود هذا النظام، فإن أفكار الشركات قد تتوسع لتلبية متطلبات متعاملين في أسواق مختلفة، بصرف النظر عما إذا كانت السوق صغيرة أو كبيرة.

وفي الوقت نفسه، تستطيع الحكومات تقديم خدمات جديدة، لإسناد الفرص الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين جميع الأمور، بدءاً من التعليم، والرعاية الصحية، إلى الأمن والسلامة، كما يستطيع الباحثون الحصول على المعلومات، ومشاركتها، وتحليلها بشكل يساعد على تسريع التطوير العلمي.

وسيتمكن مئات الملايين من البشر عبر العالم، والذين لم يستفيدوا بعد من الثورة المعلوماتية، من أن يرتبطوا بهذه الشبكة للمرة الأولى في حياتهم.

وتستخدم وكالة «ناسا»، نظام «وندوز إزيور»، وهو نظام التشغيل الذي تستخدمه شركة مايكروسوفت للحوسبة السحابية، وذلك لكي يتفاعل الجمهور والباحثون مع مئات الآلاف من الصور التي تم جمعها خلال رحلة «ناسا» الناجحة، لاستكشاف كوكب المريخ (برنامج مارس روفر)، ومن شأن هذه الخطوة أن تلهم الجيل المقبل من العلماء والمستكشفين، لإسناد رحلات الفضاء المقبلة، ومساعدتنا على معرفة الفضاء معرفة عميقة.

 

تويتر