‏‏‏توقعات بخسارة القطاع نحو 400 مليون دولار العام الجاري في الشرق الأوسط

انخفاض الطلب وأسعار الوقود والحمــائية تحديات تواجه شركات الطيران‏

مطار دبي الدولي سجّل معدل نمو قياسياً بلغ 22.6٪ في فبراير الماضي. تصوير: دينيس مالاري

قال رؤساء تنفيذيون في شركات طيران عاملة في الدولة، إن استمرار الضغط على الطيران العالمي نتيجة للأزمة المالية، سينعكس سلباً على أداء شركات الطيران في المنطقة.

وأشاروا في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن زيادة العرض المتوافر حالياً، والانخفاض على الطلب، فضلاً عن تقلب أسعار الوقود، تضع ضغوطاً على استراتيجيات التسعير، وهامش الربحية لشركات الطيران.

وأكدوا أن شركات الطيران في المنطقة، كانت الأقل تضرراً من تداعيات الأزمة، لافتين إلى أن احتكار الأجواء والمطارات، واتباع السياسات الحمائية، من ابرز التحديات التي يواجهها قطاع الطيران.

تحديات قطاع الطيران

وتفصيلاً، قال نائب رئيس أول دائرة تعزيز العائدات والتوزيع في «طيران الإمارات»، نبيل سلطان، أن «التحديات التي تواجهها شركات الطيران عموماً تتمثل في استمرار ارتفاع أسعار النفط ووقود الطائرات، ما يزيد من تكاليف التشغيل، ويضغط على هامش الأرباح»، مبيناً أنه «ليس هناك من مفر أمام شركات الطيران العالمية سوى التعامل مع هذا الوضع».

وأضاف أن «هناك تحدياً رئيساً آخر يتمثل في عدم سماح بعض دول العالم بتسيير مزيد من الرحلات الجوية، بسبب السياسات الحمائية، وإغلاق الأجواء التي تنتهجها»، مؤكداً أن «(طيران الإمارات) تؤمن بأن تحرير الأجواء، وفتح المجال أمام المنافسة، وليس الحماية، هو السبيل الأفضل لتطوير حركة النقل الجوي في أي دولة، لذلك فإن الشركة تواصل جهودها في دول العالم لفتح خطوط جديدة، وتعزيز الرحلات القائمة».

وذكر أن «الأشهر التي تلت اندلاع الأزمة العالمية، شكلت اختباراً حقيقياً للشركة»، مؤكداً أن «(طيران الإمارات) على عكس الناقلات الأخرى، لم تقلص منتجاتها وخدماتها، بل واصلت تطويرها، معتمدة على مواردها البشرية في تطوير وسائل ومناهج عمل مبتكرة، لضبط التكاليف، وتحسين الإنتاجية والكفاءة، وتحقيق الاستخدام الرشيد للموارد المتاحة، فضلاً عن وضع استراتيجيات جديدة لإدارة العمليات».

وقال إن «أداءنا خلال النصف الأول من السنة المالية الجارية، شكّل شهادة على صلابة الأسس التي تعمل الشركة وفقها، والمرونة التي نتمتع بها، للتكيف مع الأوضاع الصعبة التي يشهدها الاقتصاد العالمي»، مبيناً أن «(طيران الإمارات) حققت أرباحاً صافية تبلغ 205 ملايين دولار عن الأشهر الستة الأولى من السنة المالية الجارية 2009/ ،2010 المنتهية في 30 سبتمبر ،2009 ما يشكل نمواً بنسبة 165٪، مقارنة بالأرباح الصافية في الفترة نفسها من السنة المالية الماضية التي بلغت 77 مليون دولار».

وقال إن«الحجوزات الفعلية المؤكدة لدى الشركة في مارس الجاري، سجلت نمواً بنسب تصل إلى 22٪، مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي». وأضاف أن «التوقعات في أبريل تشير إلى نمو الحجوزات بنسبة 21٪، وفي مايو 18٪، ما يدل على أن العام الجاري سيكون عام انتعاش وتعافٍ لموسم السفر».

ضغوط العرض

من جانبه، توقع الرئيس التنفيذي لمجموعة «العربية للطيران»، عادل علي، استمرار تداعيات الأزمة المالية خلال العام الجاري، واستمرار الضغط على قطاع الطيران العالمي، الذي سينعكس على أداء شركات الطيران في المنطقة».

وأوضح أن «زيادة العرض المتوافر حالياً في السوق المحلية، تضع ضغوطاً على استراتيجيات التسعير لدى شركات الطيران، وبالتالي على هامش الربحية لديها»، مشيراً إلى «توقعات بخسارة قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط نحو 400 مليون دولار هذا العام».

وذكر أنه «وفقاً للمعايير العالمية، لاتزال منطقة الشرق الأوسط تثبت مرونتها الكبيرة في التعامل مع شتى الظروف، كما لاتزال شركات الطيران الإقليمية تحافظ على توازنها وقوتها»، عازياً ذلك إلى «اقتصادات المنطقة».

وقال علي إن «نمو هذا القطاع بالشكل الصحيح يرتبط كثيراً بمدى تحرره، حيث لايزال تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة يسير ببطء، والمنافسة تنحصر بين القطاع الخاص الذي يعمل جاهداً على تطوير هذه الصناعة، والقطاع العام الذي لايزال يشكل نوعاً من الحماية للأجواء، والناقلات الوطنية»، لافتاً إلى أن «هذه العوامل تشكل عائقاً أمام تطور هذا القطاع، خصوصاً في أوقات الأزمات الاقتصادية».

وبين أن «القضايا التي تشغل بال شركات الطيران الاقتصادي والتقليدي الموجود في المنطقة على المدى المتوسط؛ لاتزال قائمة، ومن ضمنها تقلب أسعار الوقود، واحتكار الأجواء والمطارات، وعدم اليقين في ما يتعلق بتوجهات الاقتصاد العالمي، والمخاوف بخصوص مدى استدامة خطط التوسع السريعة لبعض شركات الطيران التي أثقلت كاهلها والقطاع بطلبيات هائلة من الطائرات بما يتخطى احتياجات السوق المحلية».

وأضاف أن «العام المقبل لن يكون سهلاً على الإطلاق، بالنسبة لشركات الطيران في الشرق الأوسط، إلا أن الوضع حالياً ينطوي على قدر كبير من التفاؤل الحذر».

خطط نمو

وفي سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة «فلاي دبي» غيث الغيث، إن «السفر الجوي لايزال يمثل قطاعاً متنامياً يحظى بكثير من الإمكانات، لاسيما في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تضم أعداداً كبيرة من المقيمين».

وأوضح أن «أسوأ ما في هذه الأزمة مضى، ونحن نمر الآن بمرحلة التعافي»، مشيراً إلى أن «(فلاي دبي) تعتزم مواصلة نموها العام الجاري، من خلال إطلاق خدماتها إلى أكثر من 20 وجهة جديدة، ما يعزز قطاع الطيران الاقتصادي المنخفض التكلفة في المنطقة».

وأضاف أن «(فلاي دبي) ستتسلم سبع طائرات جديدة نهاية العام الجاري»، مؤكداً أن «تطوير مرافق البُنية التحتية، وتوفير الدعم اللازم من هيئات تنشيط السياحة، من العوامل الرئيسة التي تساعد على نمو هذا القطاع». وبيّن أن «هناك تعداداً سكانياً يتجاوز 2.5 مليار نسمة، لا يفصلهم عن دبي سوى خمس ساعات طيران، ويعيش العديد منهم في مناطق لا تحظى حالياً بخدمات الطيران المباشر إلى الدولة، ما يعد دليلاً على وجود إمكانات هائلة لشركات الطيران في المنطقة للنمو والازدهار».

إلى ذلك، قال مدير عام الخطوط الجوية الإسكندنافية «ساس» في الإمارات، ألبرت هنشل، إن «خطوط الطيران في الشرق الأوسط نمت بنسبة 10.8٪ في أغسطس من عام ،2009 مقارنة مع انخفاض يقدر بنحو 1.1٪ في حركة الطيران العالمي، كما سجل مطارا أبوظبي الدولي، ودبي الدولي نمواً نسبته 12.4٪، و10.7٪ على التوالي في الشهر نفسه، زيادة في حركة المسافرين».

وبين أن «(ساس) حققت من خلال تنويع خدماتها أداءً جيداً في الموسم الشتوي الثالث الجاري، على خطها الجوي دبي ـ كوبنهاغن، حيث ارتفع عدد ركابها بنسبة 40٪، كما أدت هذه النتائج الإيجابية إلى تفعيل الموسم الرابع على الخط نفسه، بنظام الحجز، نظراً لزيادة الطلب على الرحلات».

يذكر أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، توقع في تقرير له الشهر الجاري، تسجيل شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط خسائر بقيمة 400 مليون دولار العام الجاري، على الرغم من النمو المتوقع على الطلب، الذي يقدر بنسبة 15.2٪ العام الجاري.

وأظهر احصاءات لمؤسسة مطارات دبي نشرت اخيراً، أن مطار دبي الدولي سجل معدل نمو قياسياً بلغ 22.6٪ في حركة المسافرين في فبراير الماضي، وتعامل مع 3.6 ملايين مسافر.‏

تويتر